كشفت وكالة أسوشييتد برس، عن اعتقال سعودي، كان وراء تهديدات ومضايقات، عبر الهاتف والإنترنت، لعدد من منتقدي النظام السعودي، والمقيمين في الولايات المتحدة وكندا.
وأشارت إلى أن الحادثة حصلت مع المعارضة السعودية دانة المعيوف، والتي وصلتها رسالة عبر انستجرام، من مجهول وعد بمساعدتها على إسقاط دعوى قضائية بقيمة 5 ملايين دولار أقامتها عارضة أزياء مؤيدة للحكومة السعودية ضدها.
وطلب المرسل الغامض، أن يكون لقاؤه بدانا وجها لوجه، وتعود المراسلات إلى ديسمبر 2019، بعد عام واحد من قتل الصحفي جمال خاشقجي، والذي كان جرس إنذار لها وأثار مخاوفها من اللقاء بالشخص.
وكتبت للمرسل: “لا أستطيع مقابلة شخص لا أعرفه.. خاصة مع كل عمليات الخطف والقتل الجارية”.
وأشارت دانة إلى أنها تشعر بالسعادة، لأنها لم تحضر اللقاء، بعد أنباء إلقاء النيابة الفيدرالية القبض على إبراهيم الحسين (42 عاما)، بتهمة الكذب على المسؤولين الفيدراليين بشأن استخدام حساب مزيف لمضايقة وترهيب وتهديد المعارضين السعوديين، وخاصة النساء في الولايات المتحدة وكندا.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قال إنه ناقش جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلال زيارته الأخيرة في جدة، وإنه كان “صريحا ومباشرا، بشأن مسائل حقوق الإنسان في السعودية”.
وردا على سؤال صحفيين أمريكيين، بشأن ما إذا كررت السعودية، ما حدث مع خاشقجي، قال بايدن: “إذا حدث أي شيء من هذا القبيل مرة أخرى، فسيكون هناك رد فعل وأكثر من ذلك بكثير”.
وكان الادعاء الأمريكي، كشف عام 2019، عن تجنيد السعودية اثنين من موظفي شركة تويتر، للتجسس على آلاف الحسابات الخاصة لمواطنين أمريكيين، ومعارضين سعوديين.
وقال عبد الله العودة، مدير أبحاث الخليج لدى منظمة “الديمقراطية الآن للعالم العربي”، وهي منظمة حقوقية مقرها واشنطن: “هذا الرجل غيض من فيض”، وأشار إلى أنه تعرض لمضايقات من الحسين رغم عدم ذكر اسمه في الشكوى.
وأضاف: “هذا الأمر ضمن حملة أكبر بكثير للحكومة السعودية من أجل الوصول إلى المعارضين في الخارج”. وكان الحسين طالب دراسات عليا في جامعتين بولاية ميسيسيبي.
لكن على الإنترنت، يقول مكتب التحقيقات الفيدرالي إنه استخدم حسابا باسم (سمر 16490)، وهو حساب أهان شابات بلا رحمة على موقع إنستغرام، وهددهن، وكان هدفه واضحا وهو مساعدة الحكومة السعودية.
وحافظ الحسين بين يناير 2019 لأغسطس 2020 على اتصال منتظم مع موظف حكومي سعودي كان يقدم تقاريره إلى مسؤول بالديوان الملكي.
وقال ممثلو الادعاء أيضا إن الحسين التقط صورا لمنشورات خاشقجي على “تويتر” تعود إلى عام قبل مقتله، واحتفظ بصور لخاشقجي على هاتفه، ما يكشف عن هوسه بالمعارضين السعوديين، واتهم الحسين بالكذب على السلطات الفيدرالية خلال ثلاث مقابلات بين يونيو 2021 يناير 2022.
وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي “أف بي آي”، إن الحسين، أخبر المحققين بأنه لم يستخدم أي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بخلاف تلك التي تحمل اسمه، وفحصت ضحايا الحسين هواتفهن المحمولة بشكل روتيني لاكتشاف موجات جديدة من الهجمات اللاذعة.
وورد أن الحسين قال للناشطة دانة المعيوف، مشيرا إلى ولي العهد بالأحرف الأولى من اسمه بالإنكليزية: “أم بي أس سيمحوك من على وجه الأرض، وسترين”، وزعم أنه هدد “دانة” أيضا بمصير سعوديات شهيرات سجينات في المملكة، وكانت رسائله تتضمن الكثير من السباب.