قال عبد الفتاح السيسي خلال كلمته في قمة جدة اليوم السبت إن بناء المجتمعات من الداخل على أسس الديمقراطية والمواطنة والمساواة واحترام حقوق الإنسان ونبذ الأيديولوجيات الطائفية والمتطرفة وإعلاء مفهوم المصلحة الوطنية، هو الضامن لاستدامة الاستقرار بمفهومه الشامل، والحفاظ على مقدرات الشعوب.
وأضاف السيسي:” إن الحيلولة دون السطو على مقدرات الشعوب أو سوء توظيفها يتطلب تعزيز دور الدولة الوطنية ذات الهوية الجامعة ودعم ركائز مؤسساتها الدستورية، وتطوير ما لديها من قدرات وكوادر وإمكانات ذاتية، لتضطلع بمهامها في إرساء دعائم الحكم الرشيد، وتحقيق الأمن، وإنفاذ القانون، ومواجهة القوى الخارجة عنه، وتوفير المناخ الداعم للحقوق والحريات الأساسية، وتمكين المرأة والشباب، وتدعيم دور المجتمع المدني كشريك في عملية التنمية”.
وقال السيسي:” فضلًا عن تكريس مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ودفع عجلة الاستثمار وتوفير فرص العمل وصولًا إلى التنمية المستدامة، تلبيةً لتطلعات شعوبنا نحو مستقبل أفضل يشاركون في بنائه ويتمتعون بثمار إنجازاته دون تمييز”.
وأضاف السيسي:” أما الأمن القومي العربي، أؤكد على أنه كل لا يتجزأ، وأن ما يتوافر لدى الدول العربية من قدرات ذاتية بالتعاون مع شركائها، كفيل بتوفير الإطار المناسب للتصدي لأي مخاطر تحيق بعالمنا العربي. وأشدد في هذا الصدد على أن مبادئ احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شئونها الداخلية، والإخاء، والمساواة، هي التي تحكم العلاقات العربية البينية، وهي ذاتها التي ينص عليها روح ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده”.
وأوضح السيسي:”يتعين كذلك أن تكون هي ذاتها الحاكمة لعلاقات الدول العربية مع دول جوارها الإقليمي، وعلى الصعيد الدولي. هذا، ولا يفوتنا في إطار تناول مفهوم الأمن الإقليمي المتكامل، معاودة التأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات عملية تفضي لنتائج ملموسة باتجاه إنشاء المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، مع تعزيز دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا الصدد، والحفاظ على منظومة عدم الانتشار، وبما يمثل حجر الأساس لمنظومة متكاملة للأمن الاقليمي في المنطقة”.
والتقى عبدالفتاح السيسي اليوم السبت بنظيره الأمريكي جو بايدن، لأول مرة منذ تولي بايدن الحكم على هامش قمة جدة للأمن والتنمية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي بأن الرئيس الأمريكي رحب بلقائه الأول مع السيسي، مؤكداً تطلع الإدارة الأمريكية على تفعيل أطر التعاون الثنائي المشترك، وتعزيز التنسيق والتشاور الاستراتيجي القائم بين البلدين الصديقين وتطويره خلال المرحلة المقبلة.
وقد أعرب السيسي من جانبه عن ترحيبه بلقاء الرئيس الأمريكي لأول مرة، مؤكداً حرص مصر على تعزيز وتدعيم علاقات الشراكة المتميزة بين البلدين الصديقين، ومشيراً إلى أهمية دور تلك الشراكة في تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتطلع مصر لمزيد من التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة بشأن مختلف قضايا المنطقة.
وأوضح المتحدث تباحث السيسي وبايدن حول مواجهة تداعيات الظروف العالمية الخاصة بازمة الغذاء واضطراب امدادات الطاقة، كما تم خلال اللقاء كذلك بحث عدد من الملفات والقضايا الإقليمية، حيث أكد الرئيس الموقف المصري الثابت المستند إلى ضرورة تدعيم أركان الدول التي تمر بأزمات وتقوية مؤسساتها الوطنية، بما ينهى معاناة شعوبها ويحافظ على مقدراتها.
كما تم التباحث بشأن القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، معرباً عن حرص مصر على التعاون مع الولايات المتحدة لبحث سبل إحياء ودفع عملية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
وتم مناقشة مستجدات قضية سد النهضة، حيث أكد السيسي على موقف مصر من ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث.
ووصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السعودية، الجمعة، على متن أول رحلة مباشرة من تل أبيب إلى المملكة، وقال مسؤولون أميركيون إنه سيناقش مجموعة من القضايا بما في ذلك أمن الطاقة مع السعودية وقادة خليجيين آخرين، وفقا لرويترز.
ووصل بايدن قادما من “إسرائيل” على متن طائرة الرئاسة الأميركية، وهبط في ميناء جدة السعودي على البحر الأحمر.
وقالت وكالة الأنباء السعودية “واس”، إن الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود التقى بايدن في قصر السلام بجدة. وكان في استقباله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وجرى خلال اللقاء، استعراض العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين في شتى المجالات، وفقا للوكالة الرسمية السعودية.
وأظهرت صور نشرتها “واس”، قيام بايدن، (الذي قال ذات مرة إنه يريد أن يجعل السعودية دولة منبوذة)، بمصافحة الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان بعد وقت قصير من وصوله جدة في مستهل زيارة تريد واشنطن خلالها إعادة ضبط العلاقات مع المملكة المنتجة للنفط.
وكان في استقبال بايدن بمطار الملك عبد العزيز الدولي، أمير منطقة مكة المكرمة، خالد الفيصل، والسفيرة السعودية لدى واشنطن الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبد العزيز.
ويقول مسؤولون أميركيون إن الزيارة ستشمل محادثات حول حقوق الإنسان إحدى القضايا التي تسبب توترا في العلاقات.
والخميس، قال بايدن، إنه سيكون أول رئيس أميركي، يسافر من “إسرائيل” إلى مدينة جدة السعودية.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، “سأحمل رسالة مباشرة عن السلام بين “إسرائيل” والعالم العربي خلال زيارة السعودية”.
ونشر بايدن، الجمعة، بيانا رحب فيه بقرار السعودية فتح أجوائها أمام الرحلات المتوجهة أو القادمة من “إسرائيل”.