قوبلت دعوة الجمعية التأسيسية للدستور إلى حوار علني مع قيادات جبهة الإنقاذ الوطني حول المواد الخلافية حول الدستور الجمعة المقبلة، بالرفض التام من قبل الجبهة، و رؤية أعضاء التأسيسية للأمر باعتباره استكمال لمسلسل التهرب من المواجهة ، والسعي لتحقيق مصالح شخصية.
رأى الدكتور أحمد البرعي – أمين جبهة الإنقاذ الوطني، ونائب رئيس حزب الدستور- في تصريح صحفي أن الجمعية التأسيسية ليست لها صفة الدعوة باعتبارها حلت بانتهاء وضع الدستور، كما أن مثل هذه الدعوة متأخرة جدا وغير جادة لكونها جاءت مع قرب المرحلة الثانية من الاستفتاء.
تمرير الدستور
واعتبر دكتور وحيد عبد المجيد -عضو جبهة الإنقاذ الوطني- تلك الدعوة التى جاءت من جمعية انتهى عملها بتسليم الدستور للرئيس بمثابة جريمة يعاقب عليها القانون لأنهم يستخدمون مقرات الدولة من أجل مصالح حزبية وشخصية لتمرير الدستور .
وأكد عبد المجيد – في تصريح للوفد، أن تلك الدعوة جاءت في إطار التضليل والكذب الذي تمارسه جماعة الإخوان بعد الانتهاكات الصارخة التي شابت المرحلة الأولى من الاستفتاء على مشروع الدستور.
وأبدى خالد داود- المتحدث الإعلامي للجبهة- في تصريح صحفي، اندهاشه من دعوة "التأسيسية" للحوار، وكأنها تعاني من "الشيزوفرينيا"، أو انفصام الشخصية، لأنها قبل 4 أيام اتهمت قيادات في الجمعية رموز "الإنقاذ الوطني" بتلقي المليارات من الخارج؛ لتشويه صورة الدستور، ومعارضه النظام بشكل عام.
هروب من المواجهة
وفى المقابل رأى الدكتور محمد البلتاجي- أمين حزب الحرية والعدالة بالقاهرة ، وعضو الجمعية التأسيسية- أن الأسباب التي طرحتها المعارضة للرفض شكلية للهروب من مناقشة موضوع الدستور قائلا عبر حسابه على "فيس بوك" "حين رددنا، الجمعة الماضية، على حملة التشويه والافتراءات الظالمة على مسودة الدستور، وحين دعونا لمناظرة حول مواد الدستور (الجمعة القادمة)، وجدنا أنكم ابتعدتم عن لُب القضية وهو مواد الدستور، وذهبتم تناقشون في الشكل حول حق الجمعية أو عدم حقها في عقد المؤتمرات".
وأوضح "البلتاجي" أن الهدف من الدعوة لعرض وجهات النظر المختلفة ليتمكن المواطن من إصدار قراره عن معرفة وبعيد عن وسائل التأثير الأخرى المأخوذة على جماعة الأخوان، قائلا : "نحن ﻻ نقول أننا قدمنا مسودة مقدسة ﻻ يأتيها الباطل من بين يديها وﻻ من خلفها، ومن أجل هذا طلبنا المناظرة أمام الرأي العام حول مواد الدستور، هي مناظرة ولكننا سميناها حوارا علنيا، لأننا ﻻ نريد من ورائها التحدي والمبارزة والاستعداء، ولكن نريد تبصير الرأي العام بحقيقة الموقفين ليتم الاختيار عن بينة وليس عن زيت وسكر، أو مال سياسي، أو حشد المساجد والكنائس، أو التشويه الإعلامي كما يرى البعض".
مصلحة شخصية
ورأى المستشار نور الدين علي-مقرر لجنة نظام الحكم باللجنة التأسيسية- أنه لم يتوقع استجابتهم للحوار ، فهو ليس الحوار الأول الذي ترفضه المعارضة، :"فهم لا يريدون مصلحة الوطن وإنما يريدون مصلحة شخصية".
وأكد "نور الدين" في تصريح خاص لشبكة"رصد" الإخبارية، أنه في حالة استجابة الجبهة للدعوة ومناقشة المواد الخلافية معهم سيتضح الحق وسينكشف خطاءهم فما اجتمع الحق والباطل إلا وصمد الحق وانتصر.
تخفيف الضغوط الخارجية
ومن جانبه رأى أكرم حسام- باحث سياسي-أن الدعوة غير موفقة لكونها جاءت متأخرة جدا ، خاصة بعد تخطى المرحلة الأولى من الاستفتاء.
وأكد "حسام" في تصريح خاص لشبكة"رصد" الإخبارية، أن الدعوة جاءت لهدفين واحد لتمرير الاستفتاء، وحصد عدد أكبر من الأصوات المؤيدة للدستور ، والثاني توجيه رسالة إلي الخارج بأن هناك حوار مجتمعي توافقي مما يخفف من الضغوط الدولية علي الرئيس.