أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، شمالي الضفة الغربية.
واتهمت شبكة الجزيرة الإعلامية، الاحتلال الإسرائيلي، بتعمد قتل مراسلتها أبو عاقلة «51 عاما»، بإطلاق النار عليها.
وقالت الشبكة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني «الجزيرة نت»: «في جريمة قتل مفجعة تخرق القوانين والأعراف الدولية، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي وبدم بارد على اغتيال مراسلتنا شيرين أبو عاقلة».
وطالبت الجزيرة، المجتمع الدولي بـ«إدانة ومحاسبة قوات الاحتلال الإسرائيلي لتعمدها استهداف وقتل الزميلة أبو عاقلة».
وقالت الجزيرة، إن أبو عاقلة «من الرعيل الأول من المراسلين الميدانيين للقناة؛ وظلت طيلة ربع قرن في قلب الخطر لتغطية حروب وهجمات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة».
**من هي أبو عاقلة؟
ولدت شيرين نصري أبو عاقلة، في القدس عام 1971، وعُرفت بتغطياتها لأغلب أحداث فلسطين والاحتلال الإسرائيلي، خلال عملها مع قناة الجزيرة، على مدى عقدين ونصف.
وأنهت أبو عاقلة دراستها الثانوية في مدرسة راهبات الوردية، في بلدة بيت حنينا، بالقدس.
وبعد نجاحها بتفوق في الثانوية العامة، توجهت إلى الأردن والتحقت بجامعة العلوم والتكنولوجيا لدراسة الهندسة المدنية، بناء على رغبة عائلتها، لكنها لم تجد نفسها في هذا التخصص، كما صرحت في مقابلات صحفية.
وبعد نحو عام من دراسة الهندسة، انتقلت إلى جامعة اليرموك، ومنها حصلت على درجة البكالوريوس في الصحافة المكتوبة.
وبعد تخرجها، عملت في عدة وسائل إعلام محلية أبرزها وعالمية، منها إذاعة صوت فلسطين وإذاعة مونت كارلو، حتى التحقت بقناة الجزيرة عام 1997.
وفي مقابلة سابقة مع قناة الجزيرة، قالت شيرين أبو عاقلة إن الصحفي الفلسطيني «مُتهم دائما من قبل الجيش الإسرائيلي، ودائما يشعر باستهدافه».
وأضافت: «أينما وضعت الكاميرا ينظرون إليك على أنك تصور مكانا ممنوعا «…» دائما تشعر كصحفي أنك مستهدف».
وعن الاجتياح الإسرائيلي لمدن الضفة الغربية عام 2002، الذي قامت بتغطيته، وإعداد الكثير من التقارير حوله، قالت: «لن أنسى حجم الدمار، ولا الشعور أن الموت كان أحيانا على مسافة قريبة».
وتابعت: «رغم الخطر كنا نُصر على مواصلة العمل».
وقالت أبو عاقلة، إنها اختارت الصحافة كي تكون قريبة من الإنسان.
وكانت قوة إسرائيلية، قد اقتحمت مدينة جنين، وحاصرت منزلا لاعتقال فلسطيني، مما أدى لاندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة مع شبان فلسطينيين، وفق شهود عيان.
وأوضح الشهود، أن الجيش أطلق الرصاص الحي تجاه المتظاهرين والطواقم الصحفية، مما أدى إلى استشهاد أبو عاقلة وإصابة الصحفي علي سمودي.
من جهته، قال جيش الاحتلال، إنه «يحقق في الحادث».
وأضاف أن قواته عملت «في الساعات الأخيرة في مخيم جنين، وقرب قرية بُرقين «جنوب غرب المدينة».
بدوره، طالب يائير لابيد، وزير خارجية الاحتلال، السلطة الفلسطينية، بإجراء تحقيق مشترك في الحادث.
وقال في تغريدة نشرها في تويتر: «نطالب الفلسطينيين بإجراء تحقيق مشترك عقب المقتل المؤسف للصحفية شيرين أبو عاقلة، يجب حماية الصحفيين في ساحات القتال وعلينا واجب الوصول للحقيقة».