«الحصان القزم».. هكذا كتبت صحيفة المصري اليوم عنوانا لاحتفاء بعض الأسر المصرية بأحد الحيوانات داخل حديقة الأسرة في إحدى محافظات الجمهورية.
الحصان القزم عزيزي القارئ؛ ما هو إلا حيوان السيسي المعروف بهذا الاسم منذ زمن بعيد، ولكن قدر هذا الحيوان أن يأتي لمصر جنرال عسكري يعاني من عقدة نقص مستمرة أهمها على ما يبدو متعلقة بلقب السيسي؛ الذي لا يجوز أبدا في عقل السيسي أن يحمله أحد الحيوانات.
للوهلة الأولى، ظننت أن الخبر مفبرك وأنه تم تركيب هذه الجملة «الحصان القزم» على صورة لحيوان السيسي، ولكن بقليل من البحث تبين أن عبد الفتاح السيسي يخوض حربا شرسة منذ اللحظة الأولى لتوليه السلطة ضد حيوان السيسي.
في أبريل 2014 قامت حديقة الحيوان بالجيزة بتغيير اسم حظيرة حيوان السيسي إلى السياسي، فالتقطتها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وجعلوا منه أضحوكة، بعدها بعامين تقريبا قرروا تغير اسم السيسي مرة أخرى إلى حصان شيتلاند، ومرة أخرى لم تفلح المحاولة فكانت فضيحة وسخرية أكبر من سابقتها، حتى وصلنا إلى العام الجاري فقرروا تحويل السيسي إلى الحصان القزم، ولكن دون جدوى.
عبد الفتاح السيسي يعاني من أزمة حقيقية، أو إن شئت القول يعاني من عقدة النقص التي تحولت فيما يبدو إلى مجموعة مختلفة من عُقد النقص التي يحاول السيسي أن يتعافى منها على مدار السنوات الماضية، ولكن دون جدوى.
الرجل لا يحب اسمه، يطارده حيوان السيسي في منامه، يخشى أن يلتقط الأطفال صورا داخل حديقة الحيوان مرفقة بتعليق «أنا ركبت السيسي»، يعتبرها الجنرال إهانة لشخصه وتعديا على ذاته الرئاسية وتحقيرا لبدلته العسكرية.
يدرك الرجل أن الشعب المصري سيطلق النكات واحدة تلو الأخرى على حصان السيسي وهم يقصدونه هو، فقرر محاربة اسمه ومطاردته في كل حديقة حيوان وجد فيها السيسي.
الحصان القزم، ويا لها من عبارة تعكس حقيقة ما يعانيه الرجل من عقد نفسية، السيسي يعاني من قصر قامته وحجمه الصغير، أخبرنا بهذا الكاتب الصحفي بلال فضل قبل عرض مسلسل الاختيار في شهر رمضان الماضي. تحدث فضل عن رفض السيسي أن يلعب دوره في المسلسل الفنان أحمد السقا بدعوى قصر قامته أو لأنه «مش طويل كفاية»، كما قال بلال فضل.
عقد النقص المتعلقة بلقبه وشكله وحجمه امتدت لعلاقته بوالدته، والتي كشف عنها المقاول المصري محمد علي أسرارا فاضحة فيما يتعلق بوضع السيسي جثمان والدته داخل ثلاجة الموتى لعدة أيام، حتى لا يتم تأجيل احتفالية قناة السويس الجديدة
السيسي الذي يعتبر نفسه قزما جاء بممثل ضخم الجثة عريض المنكبين مثل ياسر جلال، علّه يكسب هيبة في نفوس المصريين ويرسم لنفسه صورة ذهنية غير التي يعرفها المصريون عنه منذ اللحظة الأولى لظهوره وحديثه أمام الكاميرات بعد ثورة يناير.
عقد النقص المتعلقة بلقبه وشكله وحجمه امتدت لعلاقته بوالدته، والتي كشف عنها المقاول المصري محمد علي أسرارا فاضحة فيما يتعلق بوضع السيسي جثمان والدته داخل ثلاجة الموتى لعدة أيام، حتى لا يتم تأجيل احتفالية قناة السويس الجديدة. يعلم السيسي يقينا أن الناس صدقوا محمد علي وأنه متهم بارتكاب جريمة بحق والدته بعد موتها، فأخرج عقدة النقص تلك في سيناريو المسلسل الذي اعترف بالإشراف على كتابته، فظهر السيسي ابنا بارا بأمه محبا لها، وأظهر والدته بأنها السيدة الفاضلة التي تحبه وتنصحه وقلبها راض عنه.
تظل خيانته للرئيس الراحل محمد مرسي وانقلابه عليه والمجازر التي ارتكبها بحق المصريين، وفي القلب منهم أنصار جماعة الإخوان المسلمين، عقدة النقص الكبرى التي لا يستطيع السيسي أن يخفيها
ربما كانت تلك مجموعة من عقد النقص الشخصية التي يعاني منها السيسي، ولكن تظل خيانته للرئيس الراحل محمد مرسي وانقلابه عليه والمجازر التي ارتكبها بحق المصريين، وفي القلب منهم أنصار جماعة الإخوان المسلمين، عقدة النقص الكبرى التي لا يستطيع السيسي أن يخفيها. يتحدث الرجل في كل خطاب مرة أو مرتين عن علاقته بمرسي وبحرصه على عدم المواجهة مع الإخوان المسلمين، ينفي الرجل عن نفسه تهمة التآمر والخيانة والانقلاب، يحاول دائما تبرئة نفسه من الحقائق التي يعلمها كل مصري عنه.
امتلك السيسي كل شيء وفقد احترام الناس، انتصر على كل معارضيه وهزمته عقدة النقص، أنفق مليارات على مسلسلات الاختيار وبددتها مواقع التواصل الاجتماعي، عظّم من شأن نفسه فاحتقره الناس، شوّه معارضيه فأحبهم الجميع، زوّر التاريخ فشهد عليه من عاشوا هذه الأحداث يوما بيوم.
مر على مصر ملوك ورؤساء وضباط جيش حكموها بالحديد والنار، كان لهم نصيب من الكاريزما والخطابة وحب الناس، حتى جاءها جنرال يكره لقبه ويعاني من قصر قامته، وغيّر اسم حيوان السيسي إلى الحصان القزم.