وكانت أبرز بنود المعاهدة التي وقعها السادات مع الاحتلال هي؛ الاعتراف المتبادل، ووقف حالة الحرب التي كانت قائمة منذ حرب فلسطين عام 1948، وتطبيع العلاقات، وسحب الاحتلال الكامل لقواته المسلحة والمدنيين من شبه جزيرة سيناء التي احتلها خلال أحداث يونيو 1967.
وبدأ التطبيع الدبلوماسي مع الاحتلال في 18 فبراير عام 1980، عندما أعلنت مصر افتتاح السفارة الإسرائيلية بالقاهرة وتبادل السفراء، وسط غضب شعبي وحزن تصدر المشهد لحظة رفع علم الاحتلال على مبنى السفارة.
وفي الوقت ذاته، ألغى البرلمان المصري قوانين وتشريعات كانت تقضي بمقاطعة الاحتلال، وتم تدشين رحلات جوية منتظمة وعادت العلاقات الاقتصادية بشكل أكثر بين النظامين المصري والإسرائيلي.
كما بدأت مصر في إمداد الاحتلال بالغاز الطبيعي، في ظل معارضة شديدة من الشارع وجدل كبير في أنحاء متفرقة من الوطن العربي وإدانات واسعة وصلت إلى حد وصفها بأنها طعنة في قلب العروبة وكان الشعور بالغضب قويًا بوجه خاص بين الفلسطينيين.
وظل العلم الإسرائيلي يرفرف فوق مبنى سفارة الاحتلال حتى قيام ثورة 25 يناير عام 2011 واقتحام مقر السفارة في التاسع من سبتمبر من العام ذاته، أثناء تظاهرات جمعة «تصحيح المسار».
وبعد اشتباكات حادة مع قوات الأمن، قتل على إثرها 3 أشخاص وأصيب مئات آخرون، اقتحم عشرات الشباب مقر السفارة وأنزلوا العلم الإسرائيلي، ورفع الشاب «أحمد الشحات»، العلم المصري بدلًا منه.
وتصدرت صورة الشحات الصفحات الأولى من الصحف العبرية في اقتحامه لسفارة الاحتلال وإزاحته العلم الصهيوني وسط تكبيرات واحتفالات المواطنين الذين هتفوا ببطلان اتفاقية السلام مع الاحتلال الإسرائيلي وطرد سفيره من القاهرة.
ولم يرفع العلم الإسرائيلي مجددا إلا بعد وصول عبدالفتاح السيسي إلى الحكم عن طريق انقلاب عسكري على الرئيس الراحل «محمد مرسي»، حيث تحدت السلطات الغضب الشعبي وأعادت فتح سفارة الاحتلال يوم التاسع من سبتمبر عام 2015.