كشف تقرير نشره موقع «ميدل إيست آي» أن تغطية وسائل الإعلام البريطانية لشؤون المسلمين بلغ مستويات مروعة من المعلومات المضللة والقوالب النمطية وكراهية الإسلام.
وحلل التقرير الذي أجراه مركز مراقبة وسائل الإعلام التابع للمجلس الإسلامي البريطاني «CFMM»، أكثر من 48000 مقال على الإنترنت و 5500 مقطع تم بثه بين أكتوبر 2018 سبتمبر 2019 ، ووجد أن ما يقرب من 60 بالمئة من المقالات و 47% من المقاطع التلفزيونية مرتبطة بالمسلمين أو الإسلام، مع التركيز على الجوانب السلبية للسلوك.
Report Launch & Panel Discussion:
'British Media's Coverage of Muslims and Islam 2018-2020'🗓️ Tues 30th Nov 2021 | 19:00 – 21:00 | ONLINE
👉🏽 https://t.co/hjT4VFIdDQRegistration is FREE, book your place now!
See poster below for speaker details. 👇#IAM2021 #TimeForChange pic.twitter.com/hjt0mhWL0S— Centre for Media Monitoring (CfMM) (@cfmmuk) November 18, 2021
كما يعرض التقرير، الذي ترجمته «عربي21»، 10 دراسات حالة يتم فيها تشويه صورة المسلمين والتشهير بهم في منشورات رئيسية، مع دفع تعويضات في تسع حالات، إلى جانب الاعتذارات العلنية.
من بين وسائل الإعلام التي نشرت المواد المعادية للمسلمين والإسلام، بحسب التقرير، «ذا سبكتاتور»، و«ميل أون صنداي»، و«ديلي ميل أستراليا»، و«كريستيان توداي»، و«ذا جويش كرونيكل».
كما يشير التقرير، الذي يحمل عنوان تغطية وسائل الإعلام البريطانية للمسلمين والإسلام «2018-2020»، إلى أن مقالا يعنوان «طفل مسيحي يُجبر على رعاية إسلامية» مازال متاحا على موقع صحيفة «ذا تايمز»، على الرغم من تقديم شكوى ضدها من قبل منظمة المعايير الصحفية البريطانية.
وخلال الفترة التي غطاها تحليل مركز مراقبة وسائل الإعلام التابع للمجلس الإسلامي البريطاني، دفعت “جيويش كرونيكل” و “تلغراف” و “ميل أون صنداي” بالفعل تعويضات عن أضرارالتشهير بالمسلمين والمؤسسات الإسلامية.
«استعارات وتعميمات بالية»
كما يشير التقرير إلى أن المذيعين البريطانيين المحليين كانوا أكثر ميلا لإظهار التحيز ضد المسلمين من المحطات الإقليمية. كما أكد أيضا أن النقاد اليمينيين في مناسبات عديدة «تُركوا دون منازع في المنابر الإعلامية عند إصدار تعميمات ضد المسلمين، بما في ذلك الترويج للأكاذيب».
وقالت رضوانة حميد، مديرة المركز في تصريح لموقع «ميدل إيست اي»: «هذا التقرير الأخير لا يسعى إلى إلقاء اللوم على أي صحيفة أو مذيع، ولا على أي صحفي. ومع ذلك ، فقد حان الوقت للصناعة للاعتراف بذلك، في بعض الأحيان عندما يتعلق الأمر بالمسلمين والإسلام، فإن الأمر يسيء إلى الأمور».
وقال مؤلف التقرير فيصل حنيف: «بينما لا ينبغي أن يكون المسلمون ولا الإسلام في مأمن من النقد أو الاستفسار ، حيثما يقتضي الأمر ، فإننا نتوقع أن يتم ذلك بشكل عادل وبعناية كافية، دون اللجوء إلى المجازات والتعميمات البالية».
ووجد التقرير أنه عندما يتعلق الأمر بربط المسلمين بالسلوك والنشاط السلبيين، وهو شيء حاضر في 60% من المقالات التي تم تحليلها، كانت وكالات الأنباء رويترز، ووكالة أسوشيتد برس، ووكالة فرانس برس هي أكبر المخالفين.
وتبيّن أن هذه الخدمات الإخبارية قد أغلقت بشكل شبه حصري تغطية الظروف المعيشية القاسية التي يواجهها الفلسطينيون في غزة مع وصف المنطقة التي تحكمها جماعة حماس «الإسلامية المتشددة».
ولم تذكر معظم المقالات الحصار المصري والإسرائيلي للجيب الساحلي الذي وصفه مجلس اللاجئين النرويجي بأنه “أكبر سجن مفتوح في العالم”، بحسب التقرير.
«مسلم وإسلامي»
يسلط التقرير الضوء على إساءة استخدام وسائل الإعلام البريطانية على نطاق واسع لمصطلح «مسلم» و«إسلامي»، مشيرًا إلى نهج «مشتت» يتم تطبيقه على مجموعة محيرة من الفاعلين السياسيين وغالبا ما يستخدم كوسيلة لنزع الشرعية عنهم.
وبحسب التقرير، تمت الإشارة إلى الرئيس المصري الراحل محمد مرسي في مناسبات عديدة على أنه «إسلامي»، بدلا من وصفه بشكل صحيح بأنه «منتخب ديمقراطياً».
كما استشهد التقرير بمقال لصحيفة «ذا تايمز» خلال نعيها لمرسي، حيث أشارت إليه على أنه يمتلك «أجندة إسلامية راديكالية»، دون أي توضيح لما يعنيه ذلك. كما وصفته بأنه «إسلامي متشدد» بسبب «إشاراته للنبي محمد».
كما ظهر نفس النوع من التحيز في التغطية الإعلامية لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بحسب التقرير.