تستمر أزمة الانقسام في الشارع المصري بين مؤيد ومعارض وتزداد وتيرة الاحداث باقتراب موعد الاستفتاء على مسودة الدستور والذي تسلمها رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي من اللجنة التأسيسية مساء السبت الماضي ، الأمر الذى ولد نوع من الصراع بين الأحزاب السياسية من رافضي ومؤيدي هذا الدستور ، حيث دعت الأحزاب الليبرالية واليسارية اليوم لمليونية أمام قصر الاتحادية لإعلان رفضها لمسودة الدستور ، فهل ستستمر هذه الحالة من الإنقسام والاستقطاب وهل سيؤثر على نتائج الاستفتاء ؟!
قال الدكتور حسن سلامة – استاذ العلوم السياسية –إن هذه المظاهرات التي دعت إليها القوي المدنية ما هي إلا مظاهرات رمزية ليس لها تأثير فعلى كبير على الشعب في الشارع المصري ، و تأثيرها فقط لإحداث وجود صوت للمعارضة فهي خطوة على طريق المعارضة شريطة الالتزام بسلمية هذه المظاهرات، مؤكدا إن التيارات المدنية مازالت في مراحلها السياسية الأولى فهي ظلت لفترة طويلة حبيسة الغرف والقاعات دون إن يكون لها وجود في الشارع فانا اعتقد ان التأثير لن يكون كبير، موضحا إن قدرة التيارات الأخرى على التعامل مع الشارع ابلغ وأكثر فاعلية بدرجة كبيرة جدا .
وأكد "سلامة" إن حالة الانقسام الموجودة الآن سيكون لها تأثير في المشاركة علي الاستفتاء حتى لو كانت بسيطة في رفض هذا الدستور، موضحا إن الأعراف كلها تستقر انه لاتوافق إلا باغلبية كبيرة تتعدى إل 70 % فاحجام عدد كبيرعن المشاركة سيؤثر بشكل سلبي.
وأوضح انه إذا ماتم رفض الدستور من قبل المواطن البسيط ليس لانه دستور سيء ولكن بسبب الظروف المصاحبة لهذا الدستور.
من جانبه قال الدكتور محمد صفار – أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة – "إن الموقف الآن حتى بعد هذه المسيرات والمظاهرات غير قابل للتنبؤ فلا يمكن القول إن الموقف حاليا سيؤثر أم لا فالموقف شديد التعقيد والغموض فهناك رغبة بين الطرفين للتصادم".
وأكد"صفار" إن من بدأ بهذا الانقسام في الشارع المصري هم من يسموا "بالنخبة" ومع التصعيد وصل هذا الانقسام إلى رجل الشارع العادي ، مؤكدا إن المعارضة حالياً لا ترقى لمستوى المعارضة والرئاسة لا ترقى إلى مستوى الرئاسة والحكم وكلاهما يرتكب أخطاء الهواة، فجميعهم غير محترفين للعمل السياسي فبعضهم موزع على مواقع الحكم وبعضهم موزع على مواقع المعارضة وهذا هو ارث النظام السابق.
والذي افرغ البلاد من الكوادر حتى التنظيمات التى نستطيع نقول أنها تاريخية كالإخوان المسلمين في حقيقة الأمر هم ليس لديهم كوادر سياسية حقيقية لان مصر كلها تم اقصاءها من الممارسة الحقيقية للعمل السياسي .
وأوضح"صفار" إن التيارات الليبرالية واليسارية لن يكون تأثيرها بمنع الاستفتاء على الدستور أو تراجع الرئيس في قراراته أو أن الاستفتاء لن يجرى في ميعاده ، موضحا إن تأثيرها من الممكن إن يفسد الاستفتاء ولكن لا تستطيع أن تحول دون طرح المسودة للاستفتاء.
وتابع : إذا ما تم الموافقة علي الدستور بنسبة بسيطة فلن يكون ممثل للشعب لأنه يحتاج إلى أغلبية ضخمة لأنه دستور الشعب.