دعا رئيس البرنامج الدولي للأمن القومي في جامعة حيفا بالاحتلال، دان شيفتان، حكومة نفتالي بينيت إلى دعم عبد الفتاح السيسي، قائلا إنه أنقذ تل أبيب من الرئيس المصري الراحل محمد مرسي.
وذكر رئيس البرنامج الدولي للأمن القومي، في مقال بصحيفة “الاحتلال اليوم”، أن “تل أبيب وافقت مؤخرا على تعزيز القوات المصرية في سيناء، رغم القيود التي تفرضها معاهدة السلام مع مصر”.
ورأى أن “الموافقة الإسرائيلية تعكس مستوى الثقة العالي في إسرائيل بمصر في عهد عبد الفتاح السيسي، وتبرز مرة أخرى مساهمتها الحرجة والمتواصلة للاستقرار النسبي في الشرق الأوسط، رغم النقد اللاذع من جهات إقليمية والنقص في التقدير لمساهمتها في واشنطن”.
ولفت إلى أن “مصر في الخمسينيات والستينيات، قامت بإلهام منها في المنطقة أنظمةٌ كفاحية، فرضت على زعماء آخرين المساهمة في هذه السياسة المغامرة، ومصر، الدولة العربية الهامة والأكبر، قادت خطا استفزازيا تجاه الولايات المتحدة ومواجهة متواصلة مع إسرائيل”.
وزعم شيفتان، أن “السادات (الرئيس المصري الراحل) أجاد فهم هذه السياسة، بأنها توقع الخراب على بلاده وتجر المنطقة لحافة الهوة، وبواسطة سلسلة من القرارات اللامعة في السبعينيات، أخرج السادات مصر من الاحتكاك العقيم مع الولايات المتحدة ومن المواجهة مع إسرائيل”.
وأضاف: “قرارات السادات الدراماتيكية، وتعزيزها المتوازن في عهد حسني مبارك وتصميم السيسي على تعميق وتثبيت هذه الميول، مسؤولة أكثر من كل شيء عن حقيقة، أن المنطقة كلها لم تتدهور في العقد الأخير إلى مصيبة، والوضع في المنطقة صعب، وفي بعض بؤره الهامة تبث عنفا قاسيا وضائقة عميقة، غير أنه بدون المسؤولية واللجم من جانب مصر، لكان الشرق الأوسط كله يعيش في فوضى تامة”، بحسب رأيه.
ولفت الكاتب، إلى أن “هذه السياسة تتعرض منذ أكثر من 40 عاما لهجمة مركزة من الجهات الراديكالية في العالم العربي، وعرضت ما قامت به مصر كاستسلام للولايات المتحدة وإسرائيل”.
وأضاف: “عندما ضغطت كوندليزا رايس على إسرائيل للسماح للفرع الفلسطيني للإخوان بخوض انتخابات عام 2006، سيطرت حماس على غزة”.
وأكمل: “اليوم فقط وجود الجيش الإسرائيلي يمنع سيطرتها على الضفة الغربية أيضًا”.
ونبه أن “سياسة مصر “المسؤولة”، تعاني ليس فقط من هجمة الراديكاليين بل من قصر نظر الأمريكيين والأوروبيين، وهؤلاء يديرون للسيسي كتفا باردة بدعوى أنه نظام عسكري يعاني لا يحترم حقوق الإنسان، وهم يتنكرون لنزعتهم التطهيرية الضحلة لحقيقة أن البديل الحقيقي الوحيد في القاهرة هو جماعة الإخوان المسلمين”.
وأشار إلى أنه عندما ضغطت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كوندوليزا رايس، من أجل “السماح “للفرع الفلسطيني” من جماعة الإخوان بالمشاركة في انتخابات 2006، فازت حماس”.
وقدر شيفتان، أن “تواجد الجيش الإسرائيلي وحده هو الذي يمنع حماس من السيطرة على الضفة الغربية”، مضيفا: “لقد هجر الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، وفتح الطريق لسيطرة ديمقراطية لجماعة الإخوان في مصر، كما أن حماسته لاعتدال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سهلت تحكمه المطلق بتركيا”، وفق قوله.
ورأى أن السيسي وعبر انقلابه العسكري على الرئيس المصري المنتخب الراحل الدكتور محمد مرسي في 2013، “أنقذ مصر، الأردن، إسرائيل والولايات المتحدة أيضا”، منوها أن “مصر الجارة، بسبب وزنها الثقافي والتاريخي، هي المرسى الوحيد للاستقرار النسبي في منطقة ممزقة وقابلة للانفجار، ومن الجدير مساعدة السيسي، أو على الأقل عدم عرقلته”.