تمر اليوم 48 سنة على ذكرى انتصار حرب 6 أكتوبر 1973، عندما عبرت القوات المصرية شط القناة وتمكنت من السيطرة على الضفة الشرقية لها، حيث تكشف وثائق بريطانية وإسرائيلية تفاصيل تلك الحرب.
وحسب الإذاعة البريطانية، كشفت وثائق نشرتها تمكن الإسرائيليين من تصحيح الميزان جزئيا وأرجعت هذا إلى عاملين، أولهما أن الاستراتيجية المصرية أبطلت نجاحاتها الأولية، وثانيهما هو عدم قدرة السوريين على استغلال نجاحاتهم.
واعتبرت الدراسة أن خطة الخداع التي طبقتها القيادة المصرية كانت دقيقة وحققت أهدافها الرئيسية. وأرجعت هذا الإنجاز إلى “الحفاظ على مستوى التكتم عليها”.
وقالت إن “قيمة المفاجأة ظهرت مرة أخرى بوضوح وتحققت باستخدام خطة خداع مفصلة مدروسة. والتأمين الصارم ضروري بما يضمن السرية شرط لنجاح خطة من هذا النوع.
وساقت الدراسة الاستخباراتية التقصير الاستخباراتي الإسرائيلي مثالا آخر على نجاعة الخطة المصرية، الأمر الذي كان له تأثيره في ميدان الحرب. وقالت إنه “يبدو أن التغطية الاستخباراتية (الإسرائيلية) للجبهتين (السياسية والعسكرية) كانت ضعيفة بما سمح للقادة المحليين بمنح إجازة “يوم كيبور” لوحدات الخطوط الأمامية”.
وأوضحت أن السوفييت هم الذين نصحوا الرئيس المصري الراحل أنور السادات باختيارالسادس من أكتوبر عام 1973 لعبور قناة السويس وبدء الهجوم على جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يحتل سيناء.
وتقول النتائج، التي قدمت لقيادة الناتو في أول مارس عام 1974 واعتُبرت أحد وثائق الحلف البالغة السرية: “أظهر التحليل العربي، المصحوب بإرشاد من جانب مستشاريهم الروس، لحرب يونيو 1967، أنه إذا أراد العرب تحقيق أي نوع من النجاح ضد الإسرائيليين، فلا بد أن يضمنوا أن تكون المفاجأة كاملة عن طريق: أولا: إخفاء نواياهم العدائية عن طريق تهيئة موقف سياسي وعسكري لا يؤدي إلى شن هجوم إسرائيلي استباقي وقائي، ثانيا: شن هجومهم قبل استكمال التعبئة الإسرائيلية”.
استندت النصيحة إلى أنه في هذا اليوم تتوقف الحياة بشكل شبه تام وفقا للتعاليم اليهودية المتبعة، وقالت: “في هذا اليوم يكون سكان إسرائيل في المنزل يتأملون، ويصومون وتظل أجهزة المذياع مغلقة”.
وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت أقمارها الاصطناعية، كما كشف لاحقا وزير الخارجية الأميركي آنذاك هنري كيسنجر، في إرشاد الإسرائيليين إلى وجهة الضربات المصرية الرئيسية، وخريطة انتشار دفاعات صواريخ سام (صواريخ سطح -جو)، والأهم نقطة الضعف في المسافة بين الجيشين الثاني والثالث، التي اخترقها الإسرائيليون في النهاية وعبروا القناة إلى الأراضي المصرية.
وبدأت الولايات المتحدة جسرا جويا غير مسبوق في تاريخها لنقل أسلحة متطورة إلى إسرائيل بينما كان القتال مستمرا، لتجنب ما وصفه كيسنجر بالكارثة.
وفيما يتعلق بدعم الولايات المتحدة، الذي نقل جوا إلى الجيش الإسرائيلي، فإن الجيش الأمريكي “نفذ 570 مهمة عسكرية على مدار 13 ألف ساعة طيران حملت 22 ألف طن من الأسلحة المتطورة إلى إسرائيل”.
وأشارت معلومات الناتو إلى أن “طائرات السلاح الجوي الأمريكي بدأت ممارسة دورها من يوم 16 أكتوبر وما بعده، حاملة ما يصل إلى 1000 طن في اليوم قاطعة مسافة 10400 كيلومتر عبر المحيط الأطلنطي ومن أوروبا الغربية”.
وأضافت “تمتلك الولايات المتحدة طائرات نقل بحمولة أكبر من حمولة الطائرات السوفييتية. وكان باستطاعتها حمل معدات أثقل بكثير بما فيها دبابات إم -60 ومدافع 175 مم و155 مم. غير أن فاقد المعدات في الصراع المحلي (حرب أكتوبر) تجاوز بكثير توقعات الولايات المتحدة…وأرسلت أيضا 92 طائرة سكايهوك وفانتوم إلى إسرائيل”.
وشملت “قائمة الإمدادات التعويضية الأميركية” لإسرائيل أيضا “ذخيرة إم 175، صورايخ تاو المضادة للدروع، صواريخ جو/ جو سايدويندر وطائرات سوبر هوك كاملة التجهيز وأسلحة موجهة تليفزيونيا “مافريك” ومعدات حرب الكترونية وقنابل ذكية”.
غير أن الدراسة نفسها،ضربت مثالا على تلك السرعة “بمحام يهودي كان يتفاوض على إبرام عقد في جنيف الساعة 4.30 مساء، وكان في دباباته في مرتفعات الجولان الساعة 11.50 في الليلة نفسها”.
وكشفت أن تعدد القوات العربية المشاركة في الحرب كان له أثر سلبي على المكاسب التي حققتها القوات المصرية والسورية في أيام القتال الأولى. وقالت معلومات الناتو إن مستوى التعاون والتنسيق بين القوات العربية كان متدنيا.
وانتهت إلى أن “الحقيقة الواضحة عن أن الجانب العربي كان لديه العديد من الوحدات الوطنية قد سلط الضوء على الحاجة إلى تعاون جيد. غير أن هذا كان مُفتقدا بشكل واضح. وهناك أمثلة عديدة لذلك مثل تعرض مئات الأردنيين للهجوم من جانب الطائرات السورية وعدم إبلاغ القوات البرية العراقية، وقوات الجنسيات الأخرى، المصريين على جبهة القناة بالتقارير( عما يحدث في الميدان) بشكل كاف”.