نشرت صحيفة «أتلايار» الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن العاهل الأردني، الذي أصبح أول زعيم عربي يزور البيت الأبيض منذ تسلم جو بايدن مهامه الرئاسية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته «عربي21»، إن الولايات المتحدة والأردن يستأنفان العلاقات، بعد أربع سنوات من برودها.
ففي عهد ترامب، تجاهلت الإدارة الأميركية المملكة الهاشمية، مع إعطاء الأولوية لعلاقاتها مع دول الخليج مثل الإمارات العربية المتحدة أو المملكة العربية السعودية. والآن، يبدو أن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن يعمل على إعادة الأردن إلى موقع بارز على الساحة الدولية والإقليمية، من خلال استقبال الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض.
وذكرت الصحيفة أن العاهل الأردني أصبح أول رئيس دولة عربية يزور واشنطن منذ بداية إدارة بايدن، ما يشير إلى تحول واضح في العلاقات بين الولايات المتحدة والأردن. قبل لحظات من لقائه نظيره الأردني، وصف جو بايدن الملك عبد الله الثاني بأنه «صديق جيد ومخلص ومحترم». بالإضافة إلى ذلك، أراد الرئيس الأميركي طي صفحة أربع سنوات من إدارة ترامب، وشدد على أن الولايات المتحدة «ستكون موجودة دائما من أجل الأردن».
تبادل عبد الله الثاني والرئيس الأميركي بعض عبارات الدعم، وصرح الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض، جينيفر ساكي، بأنه ستتاح للزعيمين الفرصة لإجراء محادثات خاصة «لمناقشة التحديات العديدة التي تواجه الشرق الأوسط، وإظهار الدور الرائد للأردن في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة»، مشيرة إلى أن الأردن «شريك أمني رئيسي وحليف للولايات المتحدة».
رغم تركيز الإدارة الأمريكية الجديدة بشكل كبير على التهديد الذي تشكله الصين وروسيا على الاستقرار الغربي، يعلم جو بايدن أن الولايات المتحدة لطالما كانت تنجذب نحو الشرق الأوسط. في السنوات الأخيرة، برز الأردن كحليف رئيسي للولايات المتحدة؛ بفضل دوره في الحفاظ على الاستقرار والوساطة في المنطقة. وفي الوقت ذاته، كانت الولايات المتحدة أكبر مزود للمساعدات للأردن منذ سنة 1994، عندما وقع الأردن معاهدة سلام مع «إسرائيل».
وأضافت الصحيفة أنه خلال الاجتماع بين الزعيمين، أعرب جو بايدن عن «دعمه القوي لحل الدولتين»، واحترامه «لدور الأردن الخاص كوصي على المقدسات الإسلامية في القدس». منذ توقيع المملكة الهاشمية اتفاقية سلام مع إسرائيل في سنة 1994، يتولى الأردن مسؤولية حراسة الأماكن المقدسة للمسيحيين والمسلمين في القدس الشرقية، ما تسبب في اشتداد التوترات بين الأردن و«إسرائيل» في أكثر من مناسبة.
وفي مارس الماضي، اتهم الأردن إسرائيل بتخريب زيارة ولي العهد الأردني لحرم المساجد في القدس. وفي النهاية، ألغيت الرحلة إلى المدينة المقدسة؛ بسبب الخلاف على الأحكام الأمنية المعمول بها.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن الأمير حسين بن عبد الله خطط للانضمام إلى المصلين الفلسطينيين خلال صلاة في المسجد، لكن إسرائيل غيرت برنامج ولي العهد المتفق عليه مع عمان، ثم اتهمت المملكة الهاشمية إسرائيل بأن هذا التغيير «يهدد حق الفلسطينيين والمسلمين الآخرين في العبادة هناك».
وأبرزت الصحيفة أن هذا الخلاف بين البلدين أثار سلسلة من الإجراءات المتسلسلة، من قبيل إغلاق المجال الجوي الأردني الذي منع أول رحلة لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، إلى الإمارات بعد توقيع اتفاقيات تطبيع العلاقات، إلى جانب إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي للرحلات الجوية القادمة من الأردن كإجراء انتقامي، وقد ساعد تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل على تخفيف التوتر بين دول الجوار.
أعرب جو بايدن، خلال لقائه مع عبد الله الثاني، عن دعم الولايات المتحدة للتسوية بين الأردن والحكومة الإسرائيلية الجديدة، وسلط الضوء على الاتفاقية الثنائية التي توصل إليها البلدان في وقت سابق من هذا الشهر، لتحسين وصول المملكة الهاشمية إلى المياه العذبة، وكذلك زيادة الصادرات الأردنية إلى الضفة الغربية.
وأضافت الصحيفة أن جائحة كوفيد-19 من القضايا الكبرى التي نوقشت بين الزعيمين. وقد أعلن جو بايدن عن تسليم أكثر من 500 ألف لقاح لمكافحة كوفيد-19 إلى الأردن، وناقش الزعيمان التحديات الاقتصادية التي تفاقمت بسبب آثار الوباء.
وفيما يتعلق بالأمور الاستراتيجية، أشاد بايدن بالدور المهم الذي يلعبه الأردن في استقرار المنطقة، ووعد بدعم الولايات المتحدة لتحديث الأسطول الأردني من مقاتلات إف-16، ما سيسمح بمزيد من التشغيل المشترك والفعالية لقواتها المسلحة.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن هذا الاجتماع يضع الأردن مرة أخرى في دور بارز على الساحة الإقليمية، ويمكنه من استعادة دوره التاريخي كوسيط في الشرق الأوسط.