كشف تسجيل سري للمحادثة بين رئيس هيئة أركان الجيش الأردني يوسف الحنيطي وولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين، السبت الماضي، عن أن قائد الجيش طلب من الأمير عدم التحدث إلى زعماء العشائر مجددا.
جاء ذلك بحسب التسجيل الذي نشر تفاصيله موقع «ميدل إيست أي» البريطاني، موضحا أنه يؤكد عدم توجيه اتهامات للأمير حمزة بالتخطيط لانقلاب.
وأضاف الموقع أن التسجيل الصوتي كشف أن الحنيطي حذر الأمير حمزة من التحدث إلى زعماء العشائر وغيرهم من الساخطين في المملكة، فارضا عليه الإقامة الجبرية السبت الماضي.
ووفقا للتسجيل، لم يتهم الحنيطي ولي العهد السابق بمحاولة انقلاب أو القيام باتصالات مع قوى أجنبية، بحسب شريط تلك المحادثة الذي حصل عليه الموقع.
وأوضح الموقع أن التسجيل هو ذاته الذي قال الأمير حمزة إنه أرسله إلى خارج البلاد إلى عدة شخصيات في حال حصول أمر له بعد دخول الجيش والقوات الأمنية إلى قصره.
وفي التسجيل الصوتي الذي لم يبثه الموقع بالصوت، قال حمزة: «لقد سجلت ما قاله [الحنيطي]. تم توزيعه على عائلتي وأصدقائي خارج الأردن حفاظًا على نفسي».
«كيف تجرؤ على التحدث معي؟»
وتم تسجيل المحادثة بين الحنيطي وحمزة سرًا من الأمير، ويمكن سماعه وهو يطلب من رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة تكرار رسالته فقط لتوضيح ما هو مطلوب منه.
وأبلغ الحنيطي حمزة أنه كان ينقل رسالة باسم الجيش والأمن والاستخبارات. وأوضح أنه لا يتحدث نيابة عن الملك عبد الله الثاني.
وفي الشريط، سُمع اللواء وهو يخاطب ولي العهد السابق باحترام قائلا: «سيدي».
ونقل الحنيطي للأمير أنه يجب عليه التوقف عن الحديث مع زعماء القبائل الساخطين وغيرهم في الأردن الذين يشتكون من الوضع المحفوف بالمخاطر في المملكة.
وقال الأمير حمزة: «أنتم دمرتم هذا البلد ونشرتم الفساد، والآن أنتم تلومونني على هذا».
وقال قائد الجيش في التسجيل إن قوات الأمن والمخابرات علمت أن الأمير حمزة كان على اتصال بأفراد من القبائل ينتقدون بشدة العائلة المالكة، لا سيما ولي العهد الحالي الأمير حسين بن عبد الله.
وقال الحنيطي إن قوات الأمن أرادت منع الأمير من إجراء هذه الاتصالات، بحجة أنها تسبب اضطرابات في المملكة.
في هذه المرحلة يسمع حمزة وهو يصرخ، قائلا: «كيف تجرؤ على التحدث معي؟ من أنت لتمرر هذه الرسالة لي؟ ألا تعرف لمن تتحدث؟ أنا ابن [الملك الراحل] حسين».
ثم يصرخ حمزة لمساعديه: «رجعوا سيارة الباشا. سيغادر الآن».
ولم يغير الحنيطي، الذي فوجئ به بشكل واضح، نبرته المحترمة.
وسمع وهو يقول: «أريد فقط أن أنقل هذه الرسالة».
وقال الأمير له: «هل قلت أي خطأ في هذه الاجتماعات؟».
وأجاب قائد الجيش: «لا، لكن الأشخاص الذين تحدثت معهم فعلوا ذلك».
وأجاب حمزة بثقة: «لا أحد يستطيع أن يمنعني من التحدث إلى شعبي».
وأضاف: «لقد دمرتم هذا البلد، ونشرتم الفساد، والآن تلومونني على ذلك».
وبشكل ملحوظ، لم يثر الحنيطي خلال المحادثة موضوع محاولة الانقلاب المزعومة من أشخاص آخرين اعتقلوا في عملية التمشيط الأمني، ولا الاتصالات مع القوى الأجنبية وأجهزتها الأمنية.
وكانت الحكومة الأردنية، قد أوضحت سابقا، على لسان وزير الخارجية أيمن الصفدي، أنه سيتم التعامل مع الأمير حمزة ضمن الأسرة الحاكمة.
وقال: «الملك ارتأى أن يتم الحديث مباشرة مع الأمير حمزة، ليتم التعامل مع المسألة ضمن إطار الأسرة، لثنيه عن هذه النشاطات التي تستهدف الأردن، وتستغل للعبث بأمن الأردن والأردنيين، وتشكل خروجا عن تقاليد العائلة الهاشمية وقيمها».
ولكن ظهر تسريب صوتي للأمير حمزة، يقول فيه إنه لن يلتزم بالتعليمات التي تلاها عليه رئيس هيئة أركان الجيش، ورفض منعه من الظهور العنلي والتواصل مع الناس.
وسبق أن أعلنت السلطات الأردنية، الأحد، أن «تحقيقات أولية» أظهرت تورط الأمير حمزة بن الحسين، ولي العهد السابق، الأخ غير الشقيق للملك، مع «جهات خارجية» تحاول «زعزعة أمن البلاد» و«تجييش المواطنين ضد الدولة».
والسبت، أعلن الأردن عن اعتقالات طالت رئيس الديوان الملكي السابق، باسم عوض الله، وآخرين، إثر «متابعة أمنية حثيثة»، فيما تحدثت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن «مؤامرة مزعومة للإطاحة بالملك (عبد الله الثاني بن الحسين)».