كشفت صحيفة نيويورك تايمز شن السلطات الصينية حملة قمع ضد مسلمي أقلية «الأوتسو» بمدينة سانيا، بدعوى محاربة التطرف الديني والنفوذ الأجنبي بالبلاد.
وقالت الصحيفة إن جهود الصين لإضفاء الطابع المحلي على الإسلام تسارعت منذ عام 2018 وذلك بعد القرار الذي أصدره مجلس الوزراء الصيني بمنع العقيدة من التدخل في الحياة العلمانية ووظائف الدولة.
وأضافت أن هذا القرار كانت ظلاله حاضرة في مدينة سانيا التي تعتبر إحدى المدن السياحية، حيث حاولت السلطات طمس ملامح الإسلام وشعائره.
وقامت السلطات الصينية بتغطية اللافتات الموجودة على المتاجر والمنازل التي كُتب عليها “الله أكبر” بالعربية بملصقات عريضة تروِّج لـ”حلم الصين”، وهو شعار وطني رسمي.
كما قامت السلطات المحلية بإزالة اللافتات التي تضم كلمة “حلال”، والمكتوبة بالأحرف الصينية على المطاعم وقوائمها وأغلقت المدارس الإسلامية وحاولت منع الطالبات من ارتداء الحجاب.
ولفتت نيويورك تايمز إلى أنه في العامين الماضيين، ضغطت السلطات الصينية في سانيا للحد من التعبير العلني عن الإيمان والروابط بالعالم العربي.
وقال قادة المساجد المحليون كشفوا أنهم قد طُلب منهم إزالة مكبرات الصوت التي تبث الأذان من أعلى المآذن ووضعها على الأرض وخفض مستوى الصوت، كما توقف بناء مسجد جديد بسبب الخلاف حول مساحته الكبيرة وعناصر معمارية “عربية”.
وأكد أحد السكان أن المدينة منعت الأطفال دون سن 18 عاما من دراسة اللغة العربية. وقال سكان من الأوتسول إنهم يريدون تعلم اللغة العربية لفهم النص الديني وللتواصل مع السياح العرب الذين يأتون إلى مطاعمهم وفنادقهم ومساجدهم.
من جهة أخرى، قال زعيم ديني محلي درس لمدة خمس سنوات في السعودية إن المجتمع قد أُخبر بأنه لم يعد مسموحاً لهم ببناء القباب.
وكان قد قاوم المجتمع المحلي هذه القيود في سبتمبر 2020، حيث احتج أولياء الأمور والطلاب في خارج المدارس والمكاتب الحكومية بعد منع ارتداء الفتيات للحجاب داخل الفصول بالمدارس لكن السلطات تراجعت بعد ضغوط الأهالي.
وتقول نيويورك تايمز إن القيود الجديدة التي تم فرضها في سانيا، التي تقع في منتجع جزيرة هاينان، تمثل السياسات الجديدة للسلطات الصينية.
وأوضحت أنه رغم أن الحكومة كانت تدعم قبل أعوام الهوية الإسلامية للمجموعة العرقية الأوتسول لكن القيود الجديدة تحاول عرقلة ومنع نشاطات المسلمين في المدينة.
وعرقية الأوتسول هي مجموعة من المسلمين السنة التي لا يزيد عدد سكانها على 10 آلاف مسلم في سانيا، وتعد من بين أحدث المجموعات التي ظهرت كأهداف لحملة الحزب الشيوعي الصيني ضد النفوذ والأديان الأجنبية.
وعلى الرغم من تصنيفهم رسميا على أنهم جزء من أكبر أقلية عرقية في الصين، قومية الهوي، فإن الأوتسول يعتبرون أنفسهم متميزين ثقافياً عن المجتمعات المسلمة الأخرى في البلاد.