بعد عقد على الربيع العربي لا يزال المستبدون يحكمون الشرق الأوسط، لكن ثورات عام 2011 قدمت مذاقا للديمقراطية التي لا تزال تثير شهية التغيير.
وقال ديفيد كيركباتريك وبن هبارد في تقرير بصحيفة «نيويورك تايمز» «قبل عقد، طالبت الجماهير الحاشدة في ميدان التحرير بتنحي رجل مصر القوي المدعوم من الولايات المتحدة، حسني مبارك، وفي واشنطن اتخذ الرئيس باراك أوباما قرارا مصيريا وطالبه بترك السلطة».
وبعد عشرة أعوام ترك التصادم بين النظام القديم والانتفاضات الشعبية في معظم أنحاء الشرق الأوسط أنقاضا مشتعلة. فالحرب في اليمن وليبيا حولت البلدان إلى فسيفساء من الميليشيات المتنافسة. وتمسك الطغاة في مصر والبحرين وسوريا بالسلطة، وتخلصوا من أي إشارة للمعارضة. بينما تكافح تونس التي كانت النجاح الوحيد لكي تحصد ثمار الديمقراطية في وقت ترنح فيه اقتصادها.
وتم سحق كل الآمال بعهد من الحرية والديمقراطية الذي انتشر في كل أنحاء المنطقة. وثبت أن الولايات المتحدة حليف لا يمكن الثقة به.
لكن الأمل الكبير والذي عبر عنه المثقفون في واشنطن والمنطقة هو أن الربيع العربي أعطى الناس مذاقا حول إمكانية التغيير، وأن أسباب الثورات التي زادت سوءا مثل الظلم الاجتماعي والاضطهاد تعني أن الثورات لا تزال ممكنة، كما ثبت أخيرا في الجزائر ولبنان والعراق.
ويتذكر من شاركوا في تلك الانتفاضات بمزيج من المرارة والحنين ويتحدثون عن عدة أسباب أدت لفشلها: الدعم غير المتناسق من الغرب والتدخل من القوى الأخرى وعدم قدرة المحتجين على إدارة التحول للسياسة ومواجهة النخب المتخندقة وإصلاح الانقسامات داخل مجتمعاتهم.
ويقول المدافعون عن الديمقراطية إن الانتفاضات العربية لم تنته مما يعني أن الاحتجاجات قادمة. وتقول الحائزة على جائزة السلام توكل كرمان «أي شخص يقول إن الربيع العربي ميت لا يعرف تاريخ كفاح الشعوب» و«لم يمت حلم شعوبنا ولن يموت».