أكد سياسيون وخبراء أن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة يمثل اختبارا لدول الربيع العربي تجاه السياسات الإسرائيلية ومعرفة القدرات والتجهيزات العسكرية للمقاومة الفلسطينية في غزة.
ورأى الخبراء في ندوة نظمها اليوم(الجمعة) مركز الدراسات العربي- الأوروبي ومقره باريس وأديرت حواراتها من عمّان أن العدوان الإسرائيلي يبعث برسالة أن تل أبيب لن تعود للمرجعية الأمريكية فيما لو أرادت تنفيذ عمليات عسكرية في قطاع غزة أو حتى خارج الحدود.
وقال الدكتور نصير الحمود -الخبير السياسي والاقتصادي الأردني-: إن العدوان الإسرائيلي على غزة يأتي في سياق محاولة تل أبيب توجيه رسائل مزدوجة تطال إيران ومصر وبقية البلدان العربية فضلا عن الإدارة الأمريكية التي لم تكن على وفاق مع الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو.
وأضاف الحمود إن إسرائيل تستهدف أولا جس نبض المقاومة الإسلامية في غزة للتعرف على مقدار التجهيزات العسكرية التي تتمتع بها وللتثبت من وجود سلاح إيراني للتذرع أمام الإدارة الأميركية بهذه الحجة فيما لو أقدمت على ضرب طهران، كما أرادت قياس الرأي العام العربي حيال سياساتها في ظل انشغال الشعوب العربية بالثورات والنتائج التي تمخضت عنها لقناعة تل أبيب بأن القضية الفلسطينية أصبحت هامشية في سلم الأولويات العربية.
وأشار إلى أن العدوان الإسرائيلي يحمل أيضا رسالة للإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما الذي لم يكن على وفاق مع حكومة نتنياهو قبل إعادة انتخابه رئيسا لدورة ثانية بأنها لن تعود للتشاور مع واشنطن في أي عدوان مستقبلي على غزة أو غيرها.