بحث عبدالفتاح السيسي، مع نظيره من الكونغو الديمقراطية فليكس تشيسكيدي، الثلاثاء، تطورات مفاوضات سد النهضة الإثيوبي المتعثرة.

جاء ذلك خلال أول زيارة يجريها الرئيس الكونغولي لمصر منذ توليه منصبه في يناير 2019، وقبيل أيام على تسلمه رئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2021.

وقال السيسي في مؤتمر مشترك مع تشيسكيدي بالقاهرة إثر مباحثات بينهما: «المباحثات كانت مثمرة وبناءة. تبادلنا الرؤى ووجهات النظر تجاه مختلف القضايا، لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، خاصة في مجال الموارد المائية».

وأضاف: «استعرضنا التطورات الخاصة بسد النهضة بهدف الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم»، مشيرا أن بلاده تعتبر نهر النيل مصدر للتعاون والتنمية وشريان حياة جامع لشعوب دول حوض النيل.

بدوره، أوضح الرئيس الكونغولي أنه أجرى مباحثات في بلاده مؤخرا مع رئيسة إثيوبيا سهلورق زودي، ووزيري الخارجية عمر قمر الدين والري ياسر عباس السودانيين، بشأن تطورات ملف سد النهضة وعدم تصاعد التوترات بشأنه بين الدول الشقيقة.

ومضى قائلا: «تحدثت معهم للخروج من هذه الأزمة، وتفادى التصعيد من خلال الحوار والتفاوض»، معربا عن تطلعه للوصول إلى حل للدول الثلاث لاستمرار التعايش السلمى.

والكونغو الديمقراطية، إحدى أبرز الدول المتشاطئة على نهر النيل «عددها 11»، كما تتسلم رئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2021 خلال يومي 6 و7 فبراير الجاري، خلفا لدولة جنوب فريقيا.

ومنذ أشهر يرعى الاتحاد الأفريقي المفاوضات الراهنة بشأن قواعد تشييد وملء «سد النهضة» بين مصر وإثيوبيا والسودان، لكنها متعثرة ولم تصل إلى نتائج توافقية بين الدول الثلاث.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت السلطات الإثيوبية، أن أعمال تشييد السد «تجرى على قدم وساق كما هو مخطط لها مسبقا»، وأن دعم الإثيوبيين في الداخل والخارج لسد النهضة “في أفضل حالاته”.

ومنذ نحو 10 سنوات، تخوض الدول الثلاث مفاوضات متعثرة بشأن الاتفاق على قواعد بناء وملء السد، إذ تصر أديس أبابا على استكمال الملء حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه مع القاهرة والخرطوم.

فيما تصر مصر والسودان «دولتي المصب» على ضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، لضمان عدم تأثر حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، والتي تبلغ للأولى 55.5 مليار متر مكب، والثانية 18.5 مليار متر مكعب.