سلطت صحيفة «الجارديان» الضوء على أزمة نقص الأكسجين الاصطناعي في مستشفيات الحكومة المصرية، وسط تزايد في عدد حالات الإصابات بكوفيد-19.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته «عربي21»، إن اللقطات التي انتشرت عبر مواقع التواصل لنقص الأكسجين في المستشفيات، أثارت المخاوف في أوساط المرضى بمصر، في وقت يتعامل فيه البلد مع زيادة حالات الإصابة والوفاة من فيروس كورونا.
ويعتبر الأكسجين الصناعي ضروريا لمعالجة مرضى كورونا، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أن واحدا من كل خمسة مرضى يعاني من صعوبة في التنفس تقتضي العلاج بالأوكسجين الصناعي، ولكن أي مشكلة في نظام التزويد أو سلسلة الإمدادات الضرورية لإعادة ملء عبوات الأوكسجين، وحتى لو كان حادثا بسيطا مثل تأخر الشاحنات وسط ازدحام الطرق، قد يكون قاتلا.
والأسبوع الماضي تم نقل المرضى من غرفة للعناية الفائقة وأخرى بين مستشفيين من مستشفيات محافظة الشرقية بعد فشل في نظام تزويد الأكسجين الصناعي.
مريض يستغيث من داخل عناية دمنهور بسبب نقص الأكسجين
والصحة تنفي وجود أزمة.. أيهما تصدق المريض أم الوزارة؟ pic.twitter.com/19rwqlzsdx pic.twitter.com/iwzk4ssOaM— شبكة رصد (@RassdNewsN) January 9, 2021
وتحركت الحكومة المصرية سريعا لكي تبدد المخاوف من وجود نقص في الأكسجين، وقال محافظ الشرقية ممدوح الغرب إن الوفيات الأربع التي سجلت في مستشفى الحسينية لا علاقة لها بنقص الأكسجين، ولكن بسبب مضاعفات تسبب بها كوفيد-19 متهما أمن المستشفى بالسماح لأقارب المرضى بالدخول وتصوير العنابر.
وتحدثت الصحافة المحلية وبشكل متكرر عن «أزمة الأكسجين» في المستشفيات واتهمت المسؤولين بالمتاجرة بكميات الأوكسجين أو تخزينها، فيما أصدر الأزهر فتوى يحرم فيها «تخزين المستلزمات الطبية».
ونقلت الصحيفة عن أيمن سبع، مسؤول العناية الصحية في الشركة الجديدة «شمسية» قوله، إن «المشكلة الرئيسية هي غياب الثقة فيما تقوله الحكومة، فعندما تقول وزارة الصحة إنه لا توجد مشكلة في الأكسجين الصناعي، فإن الناس يساورهم الشك، لعدة أسباب. منها أن الأزمة حدثت في المستشفيات التي تديرها وزارة الصحة، وهي الجهة المخولة بالتحقيق في الوفيات، ثم هناك رسائل متضاربة، فمن جهة تؤكد الحكومة عدم وجود مشكلة في الأكسجين، فيما تجمع منظمات المجتمع المدني التبرعات لشراء عبوات الأكسجين من جهة أخرى»، ما يعني وجود أزمة.
وشددت الصحيفة على أن السلطات المصرية قامت بقمع مناقشة موضوع نقص الأكسجين، حيث تم التحقيق مع مصور فيديو مستشفى الحسينية، بعد فترة قصيرة من انتشاره، وتم استدعاء مدير المستشفى وأربعة أطباء للتحقيق معهم.
الأهالي يوثقون لحظات الفزع من داخل مستشفى #الحسينية للعزل بالشرقية، بعد انقطاع الأكسجين عن مصابي كورونا بـ #العناية_المركزة ، والذي أسفر عن وفاة 4 حالات pic.twitter.com/7TDAgJXoqL
— شبكة رصد (@RassdNewsN) January 4, 2021
وفي الوقت نفسه، أصدرت وزارة الصحة أمرا تأديبيا بحق مدير مستشفى كفر الشيخ بعدما ناشد عبر فيسبوك بالتبرع بعبوات أكسجين، فيما قامت السلطات في وقت سابق باعتقال السلطات 8 من العاملين الطبيين لأنهم ناقشوا طريقة معالجة الحكومة للأزمة.
ويقول أطباء في أفريقيا إن هناك نقصا في عبوات الأكسجين الصناعي بسبب سيطرة شركتين على السوق مما يعرض حياة المرضى للخطر. بحسب الجارديان.
وكان موضوع إمدادات الأكسجين محل جدل منذ بداية الوباء، ففي العراق، قامت عائلات مرضى كوفيد بمصادرة خزانات الأكسجين الصناعي من مناطق التخزين بالمستشفيات التعليمية وسط مخاوف من نفاد الكميات.
وتسجل مصر يوميا ألف حالة جديدة من كوفيد-19 وهو رقم غير حقيقي خاصة أن البلد ليس لديه خطة لعمليات فحص واسعة.
ويتجنب المواطنون المستشفيات التي تديرها الحكومة إلا حالة تدهور حالة المرضى، وقال طبيب يعمل في مستشفى إمبابة بالجيزة: «لو استمرت معدلات الإصابة بهذا المستوى فستنهار المستشفيات وستخرج الأمور عن السيطرة»، وأضاف في تصريح للصحيفة، «لو استمرت الوفيات بين الأطباء بهذا المعدل فسنكون في أزمة». حيث أعلنت نقابة الأطباء المصريين أن 290 طبيبا ماتوا حتى الآن بسبب كوفيد-19.