حكايات وقصص مؤلمة شهدها مركز منفلوط، بمحافظة أسيوط إثر وقوع حادث القطار المشئوم الذي تسبب في حزن خيم على المحافظة كلها.. ومن خلال زيارة محرر شبكة "رصد" الإخبارية داخل منفلوط وخصوصا مستشفى منفلوط المركزي العام، الذي استقبل مصابي وضحايا الحادث، تاركة في عقول ونفوس الأطباء والعاملين فيها ذكرى لا يمكن نسيناها.
إصابات حرجة
في البداية، يقول الدكتور إيهاب عبد الحكم محمود -استشاري جراحة ومدير مستشفى منفلوط المركزي العام-: "يوم وقوع الحادث وصل خبر الساعة السابعة صباحًا بحاجة عاجلة إلى سيارات إسعاف تنقل مصابي و ضحايا حادث اصطدام القطار رقم 165 بأوتوبيس خاص بمعهد "نور الإسلام" ببني علي عند قرية المندرة بالمزلقان، وقمت باستدعاء طاقم الأطباء كاملا للتدعيم طاقم الوردية الموجود بالفعل، و بعد فرز حالات الإصابة بالمستشفى التي وصلت لـ 18 تبين أن الحالات حرجة وأغلبها كان في الرأس، كما يوجد من بينهم من فقد أجزاء من الأطراف".
الاستقبال بديل المشرحة
ويضيف"عبد الحكم": "بعد عمل الإسعافات الأولية قمنا بتحويل بعض الإصابات إلى مستشفى أسيوط الجامعي، ومع توافد سيارات الإسعاف المحملة بالضحايا الكثيرة، التي عجزت المشرحة على استيعابها قمنا بتفريغ غرف الاستقبال لاستقبال الضحايا بحيث تتم إجراءات الدفن كاملة بداخلها، وكان عدد أهالي الضحايا بالألف، و كانت الإجراءات تسير بسهولة ويسر خصوصا بعد وصول أغلب قيادات المحافظة إلى المستشفى، وفي الساعة الحادية عشرة كانت أغلب الجثث تم تسليمها إلى الأهالي"، مشيرًا إلى أنه لم ير مثل هذا المشهد المريع في حياتي الوظيفية "فأغلب الدكاترة الذين أشرفوا على كشف الحالات كان يصبهم الدهشة والانهيار بسبب ما رأه".
أشلاء مجهولة الهوية
وأوضح الشيخ سيد، أحد متطوعي غسل الموتى: "أن ما رأيته في هذا اليوم لم أره في حياتي، يكفي عندما تفتح غرفة الاستقبال وترى أكثر من 40 جثة لأطفال أمامك، مشيرًا إلى أنه لولا تثبيت الله له ما قام بعمله، إضافة لكونهم شهداء، حيث خرجوا من منازلهم وتوفوا في طريقهم لطلب العلم".
وأضاف "سيد" أن "أغلب الجثث التي أتت إلى المستشفى قومت بتغسيلها كانت عبارة عن أشلاء، وأغلبها كانت فاقدة أطرافها أو أجزاء من الجسم فهناك جثة تم التعرف عليها من خلال ملابسها الداخلية نظرا لأن الزي المدرسي كان موحدا لجميع الأطفال، وهناك جثة تم التعرف عليها من خلال إحساس الأب بجثة ابنه الوحيد".
مشهد الأهالي المريع
ومن جانبها، تقول ريهام محمد، ممرضة بمستشفى منفلوط: "كنت وردية مسائية و استدعتني إدارة المستشفى عند إبلاغنا بان هناك حادث تصادم القطار بسيارة، وأصابتني حالة من الدهشة والبكاء عندما شاهدت حزن أهاليهم عليهم وهم منتظرون خروج الجثث من المشرحة ليتم الدفن، فلم أتوقع أن أرى هذا المشهد المريع، مطالبة بضرورة أخذ حق الأبرياء، ومحاكمة كل مقصر.
وتمنت ريهام فينهاية كلامها أن يصبّر الله أهالي الضحايا، وأمهاتهم على وجه الخصوص.
شاهد الحوار مع مدير مستشفى منفلوط المركزي العام