الإعلان عن المصالحة الخليجية في قمة العلا أتى بجهود كويتية أمريكية ورغبة سعودية قطرية في طي صفحة الخلاف والنظر للتحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة وموقع كل دولة من تلك التحديات.
لعل التحدي الأكبر بالنسبة للسعودية يتمثل في وقوف السعودية وحيدة بمواجهة خطر التمدد الحوثي في اليمن والتعدي المستمر علي مصالحها داخل الأراضي السعودية وخارجها.
رؤية ولي العهد السعودي الذي بات يحكم المملكة الكبيرة بشكل علني باتت مهددة بما يزعزع مكانته هو ذاته في الحكم، وهو ما يدفعه للبحث عن مخرج عاجل قد تبدو المصالحة مع الجارة قطر أحد الأدوات المساعدة لتخطي تلك العقبات.
في المقابل، لم تتحصل السعودية على مكاسب تذكر من فكرة الحصار وعزل قطر عن محيطها الخليجي والعربي، بالمقارنة بمكاسب تجنيها مصر والإمارات والبحرين من تمدد في طريق آخر يتمثل في التطبيع وتنسيق الجهود مع الاحتلال.
قرار السعودية بحسم أزمة قطر يأتي في وقت حساس متزامن مع تغير كبير في شكل العلاقة مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وهو ما يزيد من الضغوط على ولي العهد السعودي بشكل مباشر.
ولكن السؤال الحائر عن خلفية استجابة الثلاثي العربي لعودة العلاقات مع قطر، هو مكانة المملكة وعدم ترك الفرصة لثنائية حتمية «قطر السعودية» في مواجهة مشروعات الإمارات ومصر والبحرين في المنطقة.
من هنا، لن تجدي نفعا محاولات الهروب للثلاثي العربي من الصورة التي يرغب بها ولي العهد السعودي في وقت يحتاج هو لترتيب أوراقه لمرحلة صعبة سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي.
الترحيب الواسع من السعودية بالمصالحة مع قطر ووصف رموز المملكة لقمة العلا بقمة المستقبل يعزز ما ذكرته بأن الأمير الحاكم بات يقرأ المشهد بشكل منطقي قائم على التحكم في الأدوات التي تساعده في إنجاح رؤيته للمستقبل وتعزيز فرصه في الحكم وتسوية الملفات الشائكة التي تواجهه.
وعلى النقيض تبدو مصر وتصريحاتها تجاه المصالحة محفوفة بالقلق من تفريط في موقع الدولة الإقليمي ودورها الذي لم يستطع السيسي إدارته بالشكل الصحيح.
مقال للصحفي: عوض أبو حسين