كشف موقع «ميدل إيست آي» البريطاني في تقرير حديث له، أن إيران تهدد بتوجيه ضربة عسكرية مباشرة لدولة الإمارات؛ ردًا على اغتيال العالم النووي الإيراني «محسن فخري زادة».
وقال التقرير إن طهران اتصلت بولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد» بشكل مباشر، وأبلغته بأنها ستوجه ضربة للإمارات ردًا على الاغتيال الذي استهدف «زادة» الذي عتبر أبرز وأهم العلماء القائمين على المشروع النووي الإيراني.
وىأتي هذه التهديدات بالتزامن مع تحذير تل أبيب من هجمات قد تستهدف الإسرائيليين في كل من دولتي الإمارات والبحرين اللتين افتتحتا مؤخرًا خطوط طيران مباشرة مع تل أبيب وفتحتا الأبواب لاستقبال السياح الإسرائيليين بموجب اتفاقات التطبيع التي أبرمتاها مع الاحتلال برعاية أميركية.
وأكد موقع «ميدل إيست آي» في تقريره الذي ترجمه موقع «عربي 21» أن «الإيرانيين في حالة تأهب قصوى منذ اغتيال زادة، يوم الجمعة الماضي».
وتاليًا ترجمة التقرير كاملة:
قال مصدر إماراتي رفيع المستوى لموقع (Middle East Eye) إن طهران اتصلت “بشكل مباشر” مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في نهاية الأسبوع الماضي، مهددة دولة الإمارات العربية المتحدة في حال وقوع أي هجوم أمريكي على إيران.
الإيرانيون في حالة تأهب قصوى بعد اغتيال محسن فخري زادة، مهندس البرنامج النووي العسكري الإيراني، يوم الجمعة، شرقي طهران.
وعلى الرغم من إعلان مصادر المخابرات الإسرائيلية لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن مقتل فخري زادة، إلا أن إيران تخشى هجمات الولايات المتحدة أيضاً، معتقدة أن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب قد يوجه ضربة قبل انتهاء فترة ولايته في 20 يناير.
وقال المصدر: “محمد بن زايد تلقى تهديدا مباشرا من إيران. لم يتم تسليمه من خلال وكلاء”. وبحسب المصدر فقد قالت إيران لمحمد بن زايد: “سنحملكم مسؤولية اغتيال فخري زادة”.
وتقع دولة الإمارات العربية المتحدة على بعد 70 كيلومتراً فقط من إيران المطلة على الخليج، والإمارات حليف متشدد لترامب كما أنها أبرمت مؤخراً صفقة تطبيع مع إسرائيل تمخض عنها بالفعل علاقات وثيقة في عدة قطاعات، بما في ذلك الأمن.
وبحسب المصدر الإماراتي، فإن الاتصال الشخصي لإيران مع محمد بن زايد جاء قبل ساعات فقط من بيان إماراتي يدين اغتيال فخري زادة، حيث حذرت وزارة الخارجية الإماراتية من أنه قد “يزيد من تأجيج الصراع في المنطقة”.
وقالت الوزارة: “إن حالة عدم الاستقرار التي تمر بها منطقتنا حالياً، والتحديات الأمنية التي تواجهها، تدفعنا جميعاً إلى العمل على تجنب الأعمال التي قد تؤدي إلى التصعيد وتهدد في النهاية استقرار المنطقة بأكملها”.
وطلب موقع “ميدل إيست آي” من سفارة الإمارات العربية المتحدة في لندن التعليق، لكنها لم ترد حتى لحظة نشر التقرير.
تزايد المخاوف
في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مسؤولي الأمن الإسرائيليين قلقون من تعرض مواطنيهم لخطر الأعمال الانتقامية في الإمارات العربية المتحدة.
ومنذ تطبيع العلاقات في أيلول/ سبتمبر الماضي، سافر الإسرائيليون إلى أبو ظبي ودبي لأغراض السياحة والأعمال.
ووفقاً للقناة الـ12 الإسرائيلية، فقد بدأ مسؤولون أمنيون إسرائيليون وإماراتيون العمل معاً لتعزيز الحماية للإسرائيليين الموجودين حالياً في الإمارات العربية المتحدة.
وتعهدت إيران بالانتقام لمقتل فخري زادة، على الرغم من أن المسؤولين الإيرانيين أخبروا موقع “ميدل إيست آي” في نهاية الأسبوع أن أي رد من المرجح أن يتم قياسه وتأجيله.
وبحسب تقرير نشره موقع “ميدل إيست آي” الأسبوع الماضي فإن إسماعيل قاآني، وهو جنرال إيراني كبير، أمر القوات شبه العسكرية التي تعمل بالوكالة لإيران في العراق بتجنب استهداف الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال، بسبب القلق من احتمال استفزاز إدارة ترامب لشن حرب مدمرة.
وتأمل إيران أن يؤدي وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير إلى تخفيف العقوبات والعودة إلى الاتفاقية النووية لعام 2015 التي انسحب منها ترامب من جانب واحد قبل عامين.
وارتفع الريال الإيراني الضعيف بعد أنباء نجاح بايدن الانتخابي، فيما انخفضت الأسعار في البلاد أيضاً نتيجة لذلك. لكن التهديد بمزيد من العمل الأمريكي الإسرائيلي يلوح في الأفق بشكل كبير.
ويوم الجمعة، قبل مقتل فخري زادة، ذكر “ميدل إيست آي” أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على دعم هجوم ضد أهداف نووية إيرانية.
وقال مصدر سعودي رفيع إن ولي العهد، المعادي بشكل تقليدي لإيران، كان مترددا في الموافقة على الطلب لسببين، الأول أن الهجومين الأخيرين على أهداف نفطية سعودية كان يُنظر إليهما على أنهما تهديدات إيرانية عبر وكلاء إيران، والثاني أن إدارة بايدن القادمة ستسعى على الفور إلى وقف التصعيد.
ونفت السعودية عقد الاجتماع. كما رفضت إسرائيل التعليق، على الرغم من أن أنباء رحلة نتنياهو إلى المملكة العربية السعودية تم تداولها على نطاق واسع في الصحافة العبرية.