قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية، إن الأسابيع الـ11 المقبلة ربما كانت الأخطر في التاريخ الأميركي، حيث سيحاول الرئيس الخاسر الانتقام.
وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمته «عربي21»، أن بعضا من الفوضى التي ستتبع خروج دونالد ترامب من البيت الأبيض معروفة، فما زال فيروس كورونا، الذي أدى لوفاة ربع مليون أميركي، في اتساع مستمر، وهناك إمكانية لأن يعزل أهم طبيب في الولايات المتحدة متخصص بمكافحة الأوبئة والأمراض المعدية، وهو أنطوني فوتشي.
ولفتت الصحيفة إلى أن هزيمة ترامب تضع التركيز على عقارب الساعة في الأسابيع المقبلة التي تسبق رحيله عن البيت الأبيض، وقبل حفلة تنصيب جوزيف بايدن في العشرين من كانون يناير 2020.
ونقلت عن المحلل الأمني المخضرم، مالكولم نينس، قوله: «لو خسر ترامب السلطة، فإنه سيقضي التسعين يوما المتبقية يعيث الفساد في الولايات المتحدة، مثل طفل شقي يحمل مطرقة في محل للخزف الصيني».
وأضاف: «من المتوقع مشاهدة أعظم نوبة غضب سياسية في التاريخ، وربما قرر أن يترك المكتب بانفجار عظيم، وربما قرر عدم القبول بالنتائج، من يدري أي اتجاه يريد المستبد المضي به».
وتقول الصحيفة إن مخاوف المحلل الأمني السابق تقوم على سجل ترامب السابق، مثل فشله في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار فيروس كورونا، ويعتقد نينس أن حماية النفس من الضغوط المالية والقانونية المتوقعة ستكون على رأس اهتمامات ترامب قبل خروجه من البيت الأبيض، وقد يستخدم سلطاته التنفيذية والدستورية للتخفيف من هذه الإجراءات، «وربما أصدر عفوا عن نفسه، وبالتأكيد لا مجال للشك في هذا”.
ويخشى نينس من إمكانية حدوث اضطرابات، بما فيها المليشيات المسلحة من الجماعات الداعية للتفوق العرقي الأبيض، وغيرهم من الناشطين، الذين سيخرجون بناء على دعوات حمل السلاح من زعيمهم.
وقال: «ستبدأ المئة شاحنة بالزحف، وكأنها تحضر للدخول إلى الموصل»، وهي «تشبه تمردا، وسنرى فيما إن انتفضوا بشكل جماعي وبدأوا بالقول: لا نقبل بهذا، ودونالد ترامب هو قائدنا، ويزحفون نحو مجالس الانتخابات».
وتقول الصحيفة، إن المقربين من ترامب، الذين أهينوا وأصابهم العار، سينتفعون من أيام الرئيس الأخيرة، ومن بينهم مدير حملته السابق بول مانفورت، ومستشاره السابق للأمن القومي مايكل فلين، ومستشاره السابق ستيفن بانون، الذي يعتبر مهندس نصره في 2016، وكلهم يواجهون أحكاما بالسجن.
وسيواجه ترامب بعد الرئاسة رقابة دقيقة لتعاملاته المالية، ويحقق مكتب المدعي العام بمنطقة مانهاتن بنيويورك في ترامب وإمبراطوريته المالية، وإمكانية حصول تزوير بنكي وفي شركات التأمين.
وسيخسر ترامب حماية المدعي العام بيل بار، الذي يقول النقاد إنه يعمل كمحام شخصي للرئيس. وهذا يعني قصر المدة لدى الرئيس لكي يحضر للتداعيات القانونية التي تنتظره.
وقال نينس: «أصبح ترامب مكشوفا، ورصيدا غير مهم للقوى الأجنبية، وربما كان تابعا أو مدفوعا له أو مدينا لفلاديمير بوتين، وكان يعمل أي شيء ينفعه شخصيا أو يخدم ماركته».
ويوافق محللون آخرون ما طرحه نينس، ويقول غاري كاسباروف، لاعب الشطرنج العالمي السابق ومدير مؤسسة حقوق الإنسان، في تصريحات لشبكة «سي إن إن»، إن ترامب «سيقضي وبشكل محتمل الأشهر الثلاثة الأخيرة في حمى من التعاملات الشخصية، ويصدر العفو، ويقلل من مصداقية معارضيه أو النظام نفسه».
ولكن البعض يرون أن رئاسة ترامب في أيامها الأخيرة لن تكون نارية، وكما قال الجمهوري ستيورات ستيفنز لموقع «صالون»، إن ما يردع ترامب هو خوفه من السجن.
وفي النهاية، سيحاول ترامب الظهور في أيامه الأخيرة بالبيت الأبيض بمظهر من لم يخسر أو يفشل في الرئاسة. ويقول نينس: «لدي خبرات طويلة مع المستبدين والطغاة والحكام الدائمين في العالم الثالث، وشاهدت كيف يتصرفون».
ويضيف: «هناك تغير في طريقة إنهاء المستبدين ومن يريدون أن يصبحوا ديكتاتوريين مثل ترامب حياتهم السياسية. ففي الماضي، عندما لم يقتلك غريمك كنت تسرق مليارات الدولارات، وتذهب إلى الريفييرا في فرنسا، وتختفي عن المشهد، أما اليوم، فلن تستطيع عمل هذا، فهم يريدون الحصول على المال والبقاء في السلطة».