أحيا صحفيون وناشطون عرب وأجانب، الجمعة، الذكرى الثانية لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، أمام قنصلية الرياض في إسطنبول، حيث وقعت الجريمة قبل عامين.
ونظم الفعالية «بيت الإعلاميين العرب» في تركيا، حيث تجمع الصحفيون والناشطون أمام القنصلية السعودية في إسطنبول، حاملين صورا لخاشقجي، ومطالبين بتحقيق العدالة ومحاسبة قاتليه.
وألقى أصدقاء خاشقجي كلمات خلال فعالية إحياء ذكراه، دعوا فيها جميع المنظمات الدولية إلى تحقيق العدالة ومحاسبة الجناة في مقتل خاشقجي.
وقتل خاشقجي (59 عاما)، في 2 أكتوبر 2018، داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول، في قضية هزت الرأي العام الدولي.
وتحدثت وكالات استخبارات غربية كثيرة، بينها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، عن أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان (35 عاما)، يتحمل المسؤولية كاملة عن اغتيال خاشقجي.
وفي محاكمات، وصفتها منظمات دولية بأنها «عدالة مثيرة للسخرية»، حاكمت السعودية 11 شخصا، ليس بينهم قيادات، وأصدرت أحكاما على 5 منهم بالإعدام، وعلى 3 آخرين بالسجن لسنوات عديدة، بينما برأت 3 آخرين.
وفي 7 سبتمبر الماضي، تراجعت محكمة سعودية بشكل نهائي عن أحكام الإعدام التي صدرت بحق مدانين في مقتل خاشقجي، مكتفية بسجن 8 بأحكام متفاوتة بين 20 و7 و10 سنوات، وغلق مسار القضية.
وتواجه العدالة السعودية انتقادات من منظمات دولية وجمعيات معنية بحقوق الإنسان حول العالم، لتجنبها إدانة كبار المسؤولين عن اغتيال خاشقجي والمسؤولين الذين أصدروا أمر اغتياله.
– أسئلة بحاجة لأجوبة
وفي كلمة خلال الفعالية، قال مستشار الرئيس التركي في حزب العدالة والتنمية، ياسين أقطاي «بعد عامين على جريمة قتل خاشقجي لا زالت هناك أسئلة تحتاج لأجوبة من السلطات السعودية أهمها أين الجثة؟».
وأضاف: «خاشقجي مفكر ولديه أفكار متميزة، خلال زيارته للقنصلية قبل عامين في هذا المكان الذي نقف أمامه، دخل بأمل بناء حياة جديدة مع خطيبته، ولكن بعد 10 دقائق ذهب ضحية أبشع جريمة في العالم، في حين كان يستعد لحياة جديدة».
وأوضح «من ارتكب الجريمة مثل فرعون ونمرود، وبعد ارتكابها كان هناك كذب مستمر لأيام، وبعد فترة قصيرة ظهرت الحقائق، فاضطروا للاعتراف مع مواصلة الكذب، ولا زالت هناك أكاذيب مستمرة حول جريمة خاشقجي، ونحن هنا (أمام مبنى القنصلية) لنطالب بإظهار الحقيقة».
وحول المحاكمة الصورية في السعودية، قال أقطاي «المحكمة التي أقيمت في السعودية ليست لعقاب المجرمين، بل لتخفيف العقاب عنهم وإطلاق سراحهم، فأطلقت أحكام إعدام ولكن هناك أسئلة كثيرة لا زالت مطروحة منها مصير جثمان خاشقجي».
وأضاف «الجريمة جرت في القنصلية، والمرتكبون سعوديون، والضحية سعودي فهو سؤال بسيط، أين هي جثة خاشقجي، وإن كانت هناك صعوبة في الإجابة على هذا السؤال فمن غير المنتظر ظهور نتائج عادلة، حيث قلت من البداية باستحالة خروج أحكام عادلة».
وشدد بالقول «نحن أصدقاء خاشقجي كنا نتبادل معه الأفكار والآراء وكان يطالب بالديمقراطية وتطويرها في الشرق الأوسط، ويطالب بحرية الإنسان ونحن هنا نتعهد باستمرار أفكاره، والعمل على ديمومتها، والمجتمع الدولي أمام امتحان لوضع إرادته من أجل الدفاع عن قضية خاشقجي».
وختم أقطاي قائلا «خاشقجي كان يعمل على تشكيل جمعية لحرية الإنسان، اليوم الجمعية ستبدأ فعاليتها في العالمين الاسلامي والعربي، للحديث عن حقوق الإنسان والحرية، لنفس الموضوع الذي ضحى خاشقجي من أجله، نعم قتلوه ولكن هناك آلاف من خاشقجي حول العالم».
(الأناضول).