شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أم ثلاث ضحايا بحادث أسيوط لـ”رصد”: أصبح عندي قصور في الجنة

أم ثلاث ضحايا بحادث أسيوط لـ”رصد”: أصبح عندي قصور في الجنة
أن يتوفى لك ولدا، فهذا وحده كفيل أن يقسم ظهرك ويلبسك ثياب الحزن والأسى، فما بالنا إذا فقدت ثلاثة أطفال مرة واحدة في حادث مروع،...

أن يتوفى لك ولدا، فهذا وحده كفيل أن يقسم ظهرك ويلبسك ثياب الحزن والأسى، فما بالنا إذا فقدت ثلاثة أطفال مرة واحدة في حادث مروع، اعتصرت قلوبنا عليه ألما، وبكت عيوننا عليه دما.

الحديث هنا بالطبع عن حادث قطار أسيوط، والأب المكلوم هو أشرف هاشم علي، من قرية الحواتكة، رقيب شرطة، والذي فقد في الحادث فلذات أكباده الثلاثة "محمد وهاشم و أحمد".
 
شبكة "رصد" الإخبارية" كانت هناك، حيث منزل الضحايا الأبرياء، وعلى عكس المتوقع فلم نجد صراخ أو عويل، ولكن وجدنا أبا صابرا، وأما احتسبت أطفالها شهداء في الجنة عند ربا رحيم. 
 
تفاصيل مؤلمة
وعن تفاصيل يوم الحادث المفجع قال والد الضحايا:"علمت بالخبر في الساعة السابعة والنصف صباحا، وأبلغت زوجتي في التليفون أن الأمر بسيط، فقالت لي  " طيب روح وأطمن أنا قلبي واكلني عالعيال"، وحينما اتصلت بالنجدة لسؤالهم عن الإصابات ردوا قائلين: قول فيه حد على قيد الحياة".
 
ويستكمل والد الضحايا الثلاثة حديثه: "بعدها ذهبت إلى كوبري المندرة، ورأيت مناظر بشعة، وعندما سمعت أن هناك أشخاص أحياء، دعوت الله أن يكون من بينهم أبنائي، لكني لم أجد أحدا منهم على قيد الحياة".
 
وبعينا مليئة بالدموع قال :" أتعرفت على أبنائي في المشرحة، والحمد لله، يارب أجرنا في مصيبتنا لك ما أعطيت، ولك ما أخذت، فهم عطيتك، ويارب يأخذوا بأيدينا إلى الجنة".
 
وأكد الأب أن أبنائه الثلاثة كانوا يدرسون في المعهد الديني ببني عدي، كان أكبرهم محمد "13عام" بالصف الأول بالمرحلة الإعدادية، وهاشم" 12 عام" بالصف السادس الابتدائي، وأحمد" 9 أعوام" بالصف الثالث الابتدائي، وأشار إلى أن لديه لديهم ابنتين أخرتين هما أسماء 15 عام، و سارة 8 أعوام.
 
وعن محمد ابنه الأكبر قال الأب :" كان يحفظ القرآن الكريم، عدا سورتين هما البقرة وآل عمران، وكان يحب المشايخ ويقتدي بهم، أمثال الشيخ حامد خطيب، و الدكتور محمد عبد النبي سيد أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، كما ذكر أن أبنه كان يضع بغرفة نومه مصحف كبير، ولم يكن يسمع سوى تسجيلات القرآن الكريم، كما أنه كان متفوق دراسيا، وحصل على عدة جوائز.
 
وأضاف:" محمد يأتي لخالته في المنام، يقولها: أنا نجحت، ويأتي لشقيقته سارة قائلا :" قولي لماما متبكيش أنا حققت حلمي".
 
وأكد والد الضحايا لـ"رصد" أن وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين، اتصل به هاتفيا عقب الحادث، وأخبره أنه سيذهب لأداء العمرة هو وزوجته، وطالب بأن تسمح الدولة لوالدته المسنة أن تذهب معهم إلى الأراضي المقدسة.
 
الأم: الآن عندي قصور في الجنة
أما والدة الأطفال فقد أبكتنا بثباتها وإيمانها، وجعلتنا نخفي وجوهنا بعيدا، وهي تبتسم بحزن وتؤكد: أنهم عند خالقهم، محمد كان بيقولي أنا هحفظ القرآن كامل إن شاء الله وهبنيلك قصر كبير، وأخليك يا أمي تروحي تحجي، وكمان هجبلك عربية"4 by 4 " ، ودلوقتي بقى عندي قصور في الجنة".
 
 وتستعيد الأم ذكرياتها مع ولدها وتقول :" كان بيقولي يا أمي صلي، وكنا نصلي خلفه أنا وأخواته في الفجر، ويقولي يا ماما واحدة رفضت الأرض تقبل جسدها عشان مبتصليش".
 
وتقول الأم وكلها إيمان وثقة في الله: "صحيح فراق أولادي صعب، لكن هما عند ربنا، وهو أحن عليهم مني"، كما وجهت حديثها لباقي أمهات الضحايا قائلة:" بقول لكل أسرة فقدت طفلهما يصبروا، ويحتسبوا الأجر من عند ربنا".
 
وأشارت الأم إلى أن عدد كبير من المسئولين اتصلوا بهم، ولكنهم لا يريدوا شيئا من أحد، مؤكدة أنهم يحتسبون الأجر عند الله .
 
أما سارة – الأخت الصغرى للضحايا- فقالت ببراءة :" أخواتي دلوقتي عند ربنا، واحنا بندعي ربنا يرحمهم، وإن شاء الله هنكون معاهم في الجنة".
 
وكان أخر مشهد رأته "رصد" هو شهادة تفوق للأخ الأكبر محمد، والتي أخرجتها لنا  سارة.
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023