طالبت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية بأن يقيم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي صلاة مشتركة في المسجد الأقصى مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد أو مع رئيس الوفد الإماراتي الذي من المقرر أن يصل إسرائيل في 22 من الشهر الجاري.
واعتبرت الصحيفة أن انتقاء اسم “اتفاق أبراهام” لاتفاق السلام مع الإمارات لم يكن عبثا، وأن السلام بين الديانات يتطلب الإقرار بـ”حق اليهود بالصلاة في جبل الهيكل”، وهو المصطلح الصهيوني للمسجد الأقصى المبارك.
وأكدت “جيروزاليم بوست” في مقالها الذي حمل عنوان: “هل حان الوقت لتطبيع جبل الهيكل؟” حسب قناة الجزيرة، أن أشياء كثيرة لم تكن طبيعية باتت عادية اليوم، وأن كثيرا من المحرمات لم تعد كذلك، وقد حان الوقت لكسر أكبر المحرمات وهو صلاة اليهود في المسجد الأقصى، وتحقيق نبوءة التوراة في سفر إشعياء التي تقول (بَيْتِي يُدْعَى بَيْتَ الصَّلاَةِ لِكُلِّ الشُّعُوبِ) بمعنى أن “الهيكل سيصبح بيتا للصلاة لجميع الأمم في آخر الزمان”.
واقترحت الصحيفة أن يشارك في الصلاة كل من بنيامين نتنياهو ورئيس الوفد الإماراتي، داخل المسجد الأقصى كل بحسب دينه، وأن يصليا معا من أجل السلام والازدهار والاستقرار، كما اقترحت دعوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى هذه الصلاة المشتركة، ليكون ذلك بمثابة “مدّ يد السلام” إليه من جديد.
وختمت بالقول “إن إنكار حق اليهود بالصلاة في جبل الهيكل هو من أغرب جوانب هذا الصراع، وهذا ينبغي تصحيحه الآن بتمكين كل أبناء إبراهيم من الصلاة فيه، إن أردنا لـ “اتفاق أبراهام” أن يكون ذا معنى”.
في تعليقه على هذا الخبر، قال الباحث في شؤون القدس والمسجد الأقصى زياد بحيص إن هذا الاقتراح يفصح عن تطلعات اليمين الإسرائيلي الحاكم حيال الاتفاق مع الإمارات، وهو يرى في تحقيق أهداف دينية الأولوية الأولى من ورائه.
ولفت إلى أن هذا الاقتراح -وربما التمهيد- ينبني على مقدمتين ملموستين تجاه الأقصى في هذا الاتفاق.
الأولى: أن إطلاق “اتفاق أبراهام” على الاتفاق يدلل على اعتباره اتفاقا بين أديان وليس دول، مع أن الواقعية السياسية تقتضي التركيز على ما يمكن للإمارات أن تقدمه فعلا للكيان الصهيوني ضمن إمكاناتها، ولعل أبرزها التعاون الاقتصادي وحرية نقل الأفراد والبضائع.
أما الثانية: فإن الإمارات العربية المتحدة لم تكن في يوم من الأيام راعية للمسجد الأقصى المبارك أو لأي من المقدسات الإسلامية، ومع ذلك كرس الإعلان الثلاثي فقرته قبل الأخيرة للحديث عن “المسجد الأقصى” متبنيا هذا المصطلح، الذي لا يرد له ذكر حتى في صفقة القرن والذي يقول بالنص: “المسلمون الذين يأتون بشكل سلمي يمكن أن يزوروا المسجد الأقصى ويصلوا فيه، أما بقية أماكن القدس الدينية فستبقى مفتوحة لجميع الديانات”، وهو يعيد تعريف الأقصى ويقصر الحق الإسلامي فيه على المسجد القبلي فقط.
وزاد أن اقتراح “الجيروزاليم بوست” يقوم عمليا على هذا البند في الإعلان الثلاثي، ويقترح تفعيله فورا على مستوى رؤساء الدول، ليضفي مشروعية على تهويد الأقصى وفرض العبادات اليهودية فيه باعتباره يحظى بمشروعية عربية وإسلامية بوابتها دولة الإمارات.