أوصت منظّمة الصحّة العالمية بالاكتشاف الذي توصل له باحثون بريطانيون لدواء من عائلة الستيرويدات أثبت فاعلية في إنقاذ حياة مرضى كورونا، وكانوا يعانون من الأعراض الأكثر خطورة على حياتهم.
وقال المدير العام للمنظمة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في بيان، إنّ الدواء هو “أول علاج مثبت يقلّل من الوفيات في صفوف مرضى كوفيد-19 ممّن يتنفّسون بواسطة قوارير الأكسجين أو أجهزة التنفّس الاصطناعي”.
وأضاف غيبريسوس أن “هذا نبأ سار وأهنّئ الحكومة البريطانية وجامعة أوكسفورد والمستشفيات العديدة والمرضى الكثر في المملكة المتحدة الذين ساهموا في هذا الاختراق العلمي المنقذ للأرواح”.
وأعلن باحثون بريطانيون أنّ عقار “ديكساميثازون” الستيرويدي قادر على إنقاذ أرواح المصابين الذين يعانون من الأعراض الأكثر خطورة.
وفي بيانها، قالت منظمة الصحة العالمية إنّ الباحثين أطلعوها على المعلومات الأولية عن نتائج التجربة، مضيفةً: “نأمل بشدّة معرفة التحليل الكامل للبيانات في الأيام المقبلة”، كما أوضحت أنها ستجري “تحليلا تاليا” لهذه الأبحاث لتحديث مبادئها التوجيهية “بحيث تعكس كيف ومتى ينبغي استخدام الدواء” لعلاج مرضى كوفيد-19.
من جهته، أعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أنّ المملكة المتّحدة ستباشر فورا وصف منشّط “ديكساميثازون” لمرضى كوفيد-19.
أودى الفيروس بحياة 438 ألفا و250 شخصا على الأقل حول العالم منذ ظهوره بالصين في ديسمبر 2019، وفق تعداد أجرته وكالة الأنباء الفرنسية، الثلاثاء 16 يونيو 2020 استنادا إلى مصادر رسميّة.
وأعلنت الحكومة البريطانية الموافقة على استخدام دواء Dexamethasone، بعدما أظهرت نتائج دراسة قامت بها جامعة أكسفورد أن هذا الدواء يقلل من خطر الوفاة بنسبة تصل إلى الثلث بين مرضى فيروس كورونا الحاد.
وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون إن “هناك حالة حقيقية للاحتفال “بإنجاز علمي بريطاني رائع”، مضيفا: “لقد اتخذنا خطوات لضمان أن لدينا ما يكفي من الإمدادات، حتى في حالة الذروة الثانية”.
وتمت الموافقة على Dexamethasone وهو دواء مضاد للالتهابات رخيص لعلاج جميع المرضى في المستشفيات بالمملكة المتحدة الذين يحتاجون إلى الأوكسجين، بما في ذلك أولئك الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي، بدءا من اليوم، بحسب ما جاء في تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية.
ويقول خبراء في المملكة المتحدة إن العلاج باستخدام ديكساميثازون لا يتطلب سوى تقديم جرعة منخفضة منه للمساعدة في علاج مرضى كورونا لأي شخص يحتاج إليه في جميع أنحاء العالم، سواء كان بإمكانه تحمل تكاليفه أم لا. وأضاف: “هو بأسعار معقولة للغاية، وسهل الصنع، ولا يحتاج المريض سوى لجرعة صغيرة”، واصفا نتائج أكسفورد بأنها أخبار واعدة للغاية، وتشكل خطوة مهمة نحو الأمام.
وبحسب موقع “بي بي سي” البريطاني، فلو تم استخدام الدواء لعلاج المرضى في المملكة المتحدة منذ بداية الوباء، لكان من الممكن إنقاذ ما يصل إلى 5000 شخص.
وتم استخدام ديكساميثازون منذ أوائل الستينيات لعلاج مجموعة واسعة من الحالات، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والربو. ويتم إعطاء الدواء عن طريق الوريد في العناية المركزة وفي شكل أقراص للمرضى الأقل خطورة.
كما يساعد في إيقاف بعض الضرر الذي يمكن أن يحدث عندما يتضخم جهاز المناعة في الجسم وهو يحاول محاربة الفيروس التاجي.
وقال كبير الباحثين البريطانيين البروفيسور بيتر هوربي: “هذا هو الدواء الوحيد حتى الآن الذي ثبت أنه يقلل من نسبة الوفيات، وبالتالي فإن النتائج تبدو واعدة للغاية”.