تحدثت صحيفة «نيويورك تايمز» الاثنين، عن الدور الإماراتي في «العملية الفاشلة»، التي نفذها المرتزقة والداعمون للواء المتقاعد «خليفة حفتر» في ليبيا.
وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمته «عربي21»، أن «المهمة التي لم تعمر طويلا» تورطت فيها شركات أمنية تتخذ من الإمارات مقرا لها، لافتة إلى أن جنديين سابقين في البحرية البريطانية قادا قاربين مطاطيين عبر البحر المتوسط من مالطا، فيما طارت ست مروحيات من «بوتسوانا».
وتابعت الصحيفة: «أما بقية الجنود المرتزقة من جنوب أفريقيا وبريطانيا وأستراليا والولايات المتحدة، فقد وصلوا من نقطة الانطلاق في الأردن”، مشيرة إلى أنه “لو سألت أيا من المرتزقة عن المهمة، التي جاؤوا من أجلها إلى ليبيا، لقالوا إنهم جاؤوا لحراسة المنشآت النفطية الليبية».
وأكدت الصحيفة أن تحقيق الأمم المتحدة يؤكد أنهم جاؤوا من أجل القتال إلى جانب حفتر، مقابل 80 مليون دولار، منوهة إلى أن مهمتهم فشلت قبل أن تبدأ، ما دفعهم للبحث عن قواربهم للهروب والنجاة.
واعتبرت أن «المهمة الفاشلة» تقدم صورة عن القوى الأجنبية في المشهد الليبي، وكيف أصبحت ليبيا ساحة مربحة للمهربين وتجار السلاح والمرتزقة وغيرهم من تجار الحروب، الذين يتجاهلون الحظر الدولي، بشأن تصدير السلاح.
وتحدثت الصحيفة الأميركية عن دور إماراتي في تنظيم «المهمة الفاشلة»، من خلال شركة يديرها رجل الأعمال الأسترالي كريستيان دورانت، والذي تربطه علاقات قوية مع مؤسس شركة «بلاكووتر» إريك برينس، لافتة إلى أن الأخير من أبرز المستثمرين الدوليين بالمرتزقة، وقدم القوات العسكرية لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، الذي يعد أحد أهم داعمي حفتر.
وأوضحت أن الفريق المكون من 20 مرتزقا كان يقوده الضابط السابق بسلاح الجو بجنوب أفريقيا ستيف لودج، أما بقية الفريق فهم أيضا من الجنود السابقين؛ 11 من جنوب أفريقيا و5 من بريطانيا وأستراليان وأمريكي واحد.
وبيّنت الصحيفة أن «المهمة تمثلت بمنع وصول المساعدات العسكرية التركية عبر البحر إلى حكومة الوفاق»، بحسب تحقيق الأمم المتحدة، الذي أكد أن المهمة هدفت أيضا إلى بناء قوة هجوم بحرية تركز على استخدام القوارب السريعة والمروحيات الهجومية، تقوم بمداهمة وتفتيش أي سفينة تجارية.
وذكرت «نيويورك تايمز» أن محققي الأمم المتحدة يعتقدون أن المهمة كانت أوسع وتهدف لبناء كوماندوز يقوم بتفتيش وتدمير أهداف تحارب حفتر، مشددة على أنه رغم سرية العملية إلا أنها خلفت وراءها سلسلة من الأدلة، بدءا من الصور التي نشرتها «بوتسوانا غازيت» عن مروحيات من نوع سوبر بوما، وهي محملة على شاحنات ونقلت عبر الطريق السريع.
وأردفت: «تم تحميل المروحيات في طائرات شحن واحد تملكها شركة سكاي إيفيا ترانس»، وهي شركة أوكرانية أخذت شعارها من طائرات سي آي إيه في أثناء الحرب الفيتنامية، منوهة إلى أن اسم الشركة ورد في تقرير للأمم المتحدة العام الماضي لنقلها أسلحة إلى ليبيا.
وتشير وثائق الرحلات إلى أن وجهة الطائرات هي الأردن لكنها هبطت في مطار بنغازي، معقل حفتر في شرق ليبيا، وتم استئجار قاربين سريعين مطاطين مثل تلك التي تستخدمها القوات الخاصة من جيمس فينتش، وهو تاجر سلاح في مالطة.
ووقع لودج، قائد المجموعة صفقات الأسلحة، لكن الجهة التي اتصلت به ومولتها، شركات مقرها في دبي، ومن هذه الشركات هي لانكستر6 وهي جزء من شركات بنفس الاسم في مالطة والإمارات، وبريتش فيرجين أيلاندز. أما الثانية فهي أوبس كابيتال أسيت وتديرها أماندا كيت بيري، وهي سيدة أعمال واعتبرتها مجلة محلية بأنها واحدة من رائدات عام 2019.
ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أن بيري رفضت التعليق، وأكد متحدث باسم دورانت أن ما ورد في تقرير الأمم المتحدة «لا يستند على الحقيقة ومضلل»، مبينة أن حفتر غضب عندما اكتشف أن الفريق أحضر مع مروحيات قديمة وليس كما وعد، طائرات كوبرا ولاسا تي بيردز المتقدمة.
وأردفت: «لعدم قدرة الفريق على الاتفاق مع حفتر، فقد ركبوا القاربين باتجاه مالطة، وفي الطريق أصاب أحد القاربين عطل فاضطروا لتركه وركبوا جميعا في قارب واحد”، مفيدة بأنه “بعد أسابيع تم العثور على القارب قرب الشواطئ الليبية والتقطت الوسائل الإعلامية المحلية صورا ونشرتها».