أثبت الجيش المصري مع مرور الأيام سيطرته على الاقتصاد والمشروعات القومية الكبرى، التي يتولى تنفيذها بالأمر المباشر دون إشراف أو محاسبة، حتى لو كان ذلك على حساب معاناة الشعب والمواطنين.
وشهدت الأيام الماضية جدلا واسعا بعد انتشار صور لمحور «ترعة الزمر» بشارع الهرم، وهو ملتصق تماما بالمباني المجاورة، مما يؤدي لمعاناة العديد من السكان دون وجود أي حلول.
كارثة معمارية
تداول رواد مواقع التواصل صورا لجسر تحت الإنشاء يلاصق العقارات بشكل أدى إلى إغلاق نوافذ بعضها بالكامل، فيما يستهدف المشروع تخفيف الاختناق المروري بالمنطقة، وربطا بين طرفي الطريق الدائري الذي يحيط بالقاهرة الكبرى.
وعبر الناشطون عن غضبهم مما وصفوه بالإهمال وعدم التخطيط، فيما انتقد البعض استمرار المشروع وتنفيذه، دون مراعاة باقي البنية الأساسية التي تعاني من التدهور، وإهدار المال العام.
وتحدث مغردون عن علاقة الهيئة الهندسية التابعة للجيش بالمشروع، منددين بضغط عبد
الفتاح السيسي على الهيئة لتنفيذ أكبر عدد ممكن من المشروعات في أقل وقت، وهو ما تسبب في انهيار عدد من الجسور والطرق، بعضهم عرف هذا المصير حتى قبل الانتهاء من إنشائه.
وتداول نشطاء النكات والصور الساخرة لما يمكن أن يعرفه سكان تلك العقارات بسبب الجسر الملاصق للنوافذ، فيما دافع البعض عن تصرف الحكومة مستشهدين بصور لجسور عالمية وهي تخترق المباني.
الدولة ترد
اضطرت الحكومة والجهات المسؤولة عن المشروع للرد على الانتقادات، حيث قال أحد المهندسين التنفيذيين لمشروع الجسر إن أربعة عقارات مخالفة هي التي أدت إلى تلاصق الجسر بها، وذلك نظرا لخروجها عن خط التنظيم في الشارع.
من جهته، قال المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء «هاني يونس» إن «هناك ربع مليار جنيه مرصودة لتعويض العقارات المتضررة من المحور التي ستتم إزالتها، ولكن هناك عقارات مخالفة لا تعويض لها».
وصرح رئيس جهاز تعمير القاهرة الكبرى اللواء «محمد الكيلاني»، أنه لم يستطع إصدار أمر بإيقاف مشروع قومي من أجل بعض العقارات المخالفة، مؤكدا أن الهيئة تعمل مع جهات استشارية هي الأعلى في العالم.
من جهة أخرى، أكد مالك أحد العقارات الملاصقة للجسر حصول جميع العقارات على التصاريح القانونية اللازمة للبناء، والتزام الجميع بالمسافة التي حددتها السلطات المحلية، مطالبا بتعويض المتضررين من الجسر.
ومحور «ترعة الزمر» الجديد، عبارة عن كوبرى علوي، تبلغ تكلفة تشييده 3.8 مليار جنيه، وبدأت أعمال تنفيذه -فعليا- منذ بضعة شهور.
وكان المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة «تامر الرفاعي» قد كشف أن القوات المسلحة تشرف على 2300 مشروع يعمل بها 5 ملايين مدني مصري.
وانتشرت عدة انتقادات خلال السنوات الأخيرة لتركيز نظام السيسي على المشروعات العمرانية والطرق والكباري، فيما يتم إهمال المصانع والتعليم والصحة.
توقفت في تصديق هذه الصورة للكوبري الذي يمر أمام حبال الغسيل ونوافذ العمارات في #مصر، حتى صدرت تأكيدات حكومية بذلك، وتوجد لدى الحكومة مشكلة أخرى في اسم المكان الذي يمر عليه الكوبري ترعة "الزمر"! والتي أصبح فوقها أول كوبري سكني في التاريخ ! pic.twitter.com/x8ieiGeQrG
— د. محمد الصغير (@drassagheer) May 12, 2020
صور صادمة ل #كوبري_ترعة_الزمر في الجيزة بمصر.. الهندسة المدنية عندما تتحول إلى كابوس عمراني.بغض النظر على أن الأبنية اللي على الجنب مخالفة لكن هل يتم بناء الجسر بهذه الطريقة مع الالتصاق بالبناء؟ والله يجب أن نعيد دراسة الهندسة ونقول أنه يوجد حالات ممكن أن يمر فيها الجسر بالبناء pic.twitter.com/kmLomtgM6Z
— د.ميادة مصطفى كيالي (@mayadakayali) May 12, 2020
النائب محمد فؤاد نائب العمرانية يتقدم بطلب احاطة بشأن كوبرى ترعة الزمر انه انتهاك خصوصية للسكان المتضررين
من جانب اخر محافظة الجيزة ردت ان هذه العقارات مخالفة وصدر لها قرار ازالة وأنه لا يمكن وقف مشروع قومى
"هذه العمارات مخالفه من ٢٠٠٨ ازاى دخل لها كل المرافق"#كوبري_العمرانية pic.twitter.com/t8gfekt0HY— Adel Zakaria – عادل زكريا (@adelalexeg) May 12, 2020
من فضلك يا اسطي
كوبري الزمر الجديد الدور الرابع شقه تسعه pic.twitter.com/QxEs4zH2dD— Ismail (@Ismailwalid11) May 11, 2020
وانت معدي من علي كوبري الزمر الجديد 😂😂 pic.twitter.com/ssWDzoqeLu
— ﮼محمودربيع (@mhrabie0) May 11, 2020