سلطت صحيفة «الجارديان» البريطانية الضوء على غياب الشفافية في مصر بشأن أزمة كورونا، وتأثيرها المتوقع على انتشار الفيروس القاتل، بفعل انعدام الثقة بين الحكومة، والجمهور المصري.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته «عربي21»، إن مصداقية الحكومات بشأن أزمة تمس الصحة العامة، تعتبر ميزة حيوية لإبطاء انتشار المرض، بل يتوجب على الحكومة إعلام الجمهور وإرشاده بشكل مقنع، وللقيام بذلك، يجب أن تكون مصدرا للثقة، وتتصرف من أجل مصلحة السكان، وتفرض إجراءات من شأنها أن تساعد في الحفاظ على سلامة الجمهور، وذلك يعتمد بشكل أساسي الشفافية، لكن إذا كانت الحكومات تبدو وكأنها تخفي الحقيقة، أو تحجب المعلومات، فقد تنهار مصداقيتها بسرعة.
وأضافت: «لطالما اعتبرت الحكومة المصرية الشفافية نقطة ضعف، وحراسة المعلومات كما لو كانت تهديدًا للأمن القومي»، مشيرة إلى أن رد قادة مصر على تقارير حول العدد التقديري للعدوى بكورونا كما لو كانت هجومًا شخصيًا، وليس أزمة صحية يكافح العالم بأسره لاحتوائها.
التمريض ضحية الإهمال..
استغاثة ممرض بمستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر بعد الاشتباه في إصابته بـ #فيروس_كورونا #ضحايا_التمريض#مصر pic.twitter.com/dimwigdVGn— شبكة رصد (@RassdNewsN) March 31, 2020
ولفتت الصحيفة إلى أن من يتحدث في إحصائيات حول الفيروس في مصر، معرض للسجن والغرامات، ووسعت الحكومة من دائرة إسكات الصحفيين، حيث طرد المسؤولون المصريون مؤخرًا الصحفية البريطانية التي تعمل في «الجارديان» روث ميشيلسون بعد تقريرها عن أعداد الإصابات الفعلية في مصر، والتي قد تكون أعلى بكثير من الأرقام الرسمية.
«وبدلاً من التنازل عن تعقيد الموضوع، أو مناقشة مزايا هذه الادعاءات، أو شرح وجهات نظرها بشأن هذه المسألة، انتقدت الحكومة المصرية التقارير، مما زاد من الشكوك في أن لديها ما تخفيه، حيث توحي بيئة التعتيم التي تمارسها مصر بشأن أزمة كورونا، شكوكا حول الأعداد الحقيقية للمصابين بالفيروس، ولعل طرد الصحفيين يزيد الشك حول ذلك، ويدعو للتساؤل عما يجب إخفاؤه». بحسب الصحيفة.
حضرا اجتماعا مع #السيسي..
وفاة لواءين من #قيادات_الجيش بسبب فيروس #كورونا.. ما القصة؟ pic.twitter.com/PoNa8gnNDJ— شبكة رصد (@RassdNewsN) March 23, 2020
«والواقع أن كرهها المستمر للشفافية دفع العديد من المراقبين والحكومات الأجنبية إلى النظر بدرجة من الشك، فعندما أسقط تنظيم الدولة طائرة ركاب روسية فوق سيناء في عام 2015، قضت مصر عدة أشهر في إنكار ما خلصت إليه الحكومات، بل ضغط المحققون المصريون، مصرين على أنه لا يوجد دليل على أن العمل إرهابي، ولكن بعد عدة أشهر من الهجوم، اعترف عبد الفتاح السيسي بشكل عرضي بأن الإرهابيين أسقطوا الطائرة، ولم يتم الإعلان رسميا عن نتائج التحقيق حتى الآن،تقول الصحيفة التي أشارت إلى أن إصرار الحكومة الصارم على عدم قول أي شيء، يبدو وكأنه محاولة لتأجيل المناقشة حتى يتم نسيان الأمر».
وشددت على أن «الإخفاقات الأمنية المميتة هي سمة منتظمة في عصرنا، والاعتراف بالفشل، والعمل علنا مع الدول الأخرى لحلها، كان من شأنه أن يساعد على بناء الثقة في الحكومة المصرية. لكن سياسة الإنكار وقضاء أشهر في الإنكار والتشويش، جعل العديد من البلدان تتساءل عما إذا كانت مصر ملتزمة حقًا بتحسين أمن المطارات».
وتابعت: «بعد حادثة سيناء، اتخذت مصر خطوات لتحسين أمن المطارات، لكن الضرر الذي لحق بسمعتها قد تم بالفعل، وسوف يستمر لسنوات، حيث استؤنفت الرحلات الجوية من المملكة المتحدة إلى شرم الشيخ فقط في فبراير الماضي، وما زالت روسيا لا تسمح برحلات إلى المدينة».
وختمت الصحيفة بالقول: «إنها نفس قصة الفيروس التاجي، ستكون الحكومة المصرية أفضل بكثير من خلال الاستجابة بشفافية للمخاوف، والانفتاح على الإجراءات التي تتخذها خلال الجائحة، فالشفافية لا تعد رفاهية، بل هي سمة حيوية للحكم الفعال».