نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية مقالا، تحدثت فيه كاتبته «رابينا خان» عن أجواء شهر رمضان هذا العام، وكيف سيكون مختلفا في ظل أزمة فيروس «كورونا» الجديد.
وقالت خان إنه في وقت الأزمات «قد يبرز أسوأ ما في الطبيعة البشرية، ومع ذلك يمكنها أيضا إبراز الأفضل كذلك. بصرف النظر عن الإيمان، دعونا نسخّر وجود رمضان لتفقد المحتاجين».
ودعت الكاتبة في مقالها للالتفات حول العائلة والأصدقاء والأشخاص الضعفاء؛ «لنتمكن من تجاوز هذه الأوقات العصيبة معا»، مشيرة إلى أن شهر رمضان يأتي في كل عام، ليتفكر المسلمون حول العالم بالأشخاص المحتاجين والأقل حظا منهم، «لكن هذا العام سيكون مختلفا، حيث يجتاح فيروس Covid-19 العالم».
وأوضحت أنه سيكون تحديا عظيما لكافة المسلمين؛ حيث دعا المجلس الإسلامي البريطاني إلى تعليق تجمع الناس في المساجد إلى إشعار آخر، بينما قام المجلس البريطاني للعلماء والأئمة بنصح الناس لأداء صلواتهم اليومية في منازلهم. وفي هذه الأحوال، سيتم إلغاء بعض الصلوات، كصلاة التراويح التي تُمارس شعائرها في شهر رمضان، «لكن وفي وقتنا هذا، فإن سلامة وأمان الناس فوق كل اعتبار، وصحة المجتمع لها الأهمية الكبرى».
وتابعت: «في كل عام، أترقب وعائلتي قدوم شهر رمضان، لكننا نعلم بأنه سيكون مختلفا هذا العام. فلن تكون هناك وجبات إفطار كبيرة مع الأصدقاء والعائلة، حتى أنه لن تكون الصلاة جماعة في رمضان. لكن Covid-19 لن يؤثر على عبادة المسلمين وحدهم، حيث سيشهد أبريل المقبل العديد من المناسبات المقيّدة للديانات الرئيسية حول العالم، سواء كان عيد الفصح أو عيد الفصح الهندوسي أو احتفالات السيخ فيساخي».
وأضافت خان: «مع ذلك، دائما ما يجد المؤمنون طرقا للاستمرار في عباداتهم في أوقات الأزمات. في الحقيقة قد يمكن لهذه الأوقات أن تكون فرصة جيّدة لتقييم ما هو مهم في الحياة، فضلا عن مساعدة الآخرين بأي طريقة ممكنة».
وكما يقول الزميل الديمقراطي الليبرالي نافنيت دولاكيا: «بصرف النظر عن الإيمان، فلنقم بإلقاء نظرة حول هذه الأزمة. كلنا لدينا دور في العمل معا كمتطوعين، نعمل لأجل صلة الرحم والتفاهم والإيثار. فشهر رمضان هو أيضا شهر العطاء والمشاركة، لذا دعونا جميعا في هذا الوقت الحرج أن نعتني بمجتمعاتنا، والتي ستجعل العالم بدوره يحسدنا على هذا المجتمع المتنوع والنيّر».
وقالت خان: «إن المبدأ الأساسي الذي يقوم عليه الإسلام هو مد يد العون لإخواننا. خلال تفشي فيروس كورونا أتيحت لنا الكثير من الطرق التي يمكننا مساعدة الآخرين فيها، سواء بالتبرع لبنوك الطعام، أو دعم الشركات المحلية، أو حتى تفقد جيراننا».
وأوردت الكاتبة: «لقد ترعرعت في روتشتر (حي عدد السكان المسلمين فيه قليل)، ما زلت أتذكر كيف كانت والدتي تحضر لي سلة عيد الفصح المليئة بالطعام، لقد كانت سلال زملائي تعج بالفاصولياء المخبوزة وعلب الحساء والخبز، بالإضافة للسمبوسة والبرياني وروتي كذلك. لكن يبدو أن رائحة الطعام التي تفوح من سلتي في الكاتدرائية كانت تجذب الكثير من أصدقائي».
وختمت بالقول: «سأقوم أنا وعائلتي وأصدقائي وجيراني أيضا بمتابعة إرشادات الصحة العامة، وسنقوم بتحضير سلال رمضانية بمواد أساسية لا تتلف بسهولة، بما في ذلك الصابون والحليب طويل الأمد، والمعكرونة، والحساء المعلب، والفواكه المجففة، بالإضافة للأرز، ومكعبات مرق الدجاج، والبهارات».