تسبب فيروس «كورونا» الجديد في حالة ذعر عالمية، بعد انتشاره في أكثر من 110 دولة وارتفاع عدد المصابين به إلى 115 ألفا حتى كتابة هذه السطور، وسط مخاوف في الشارع المصري من عدم قدرة الحكومة على مواجهة انتشار الفيروس القاتل.
وما بين تكتم الدولة وانتشار المرض بشكل واسع، برزت تساؤلات عدة عن مدى شفافية الحكومة في التعامل مع الأزمة، واستعداد قطاع الصحة المتهالك لمواجهة هذا الوباء الذي قتل أكثر من 4 آلاف شخص حول العالم.
الحالة الأولى
في منتصف فبراير الماضي، أعلنت وزارة الصحة اكتشاف أول إصابة بفيروس «كورونا» في مصر لمواطن أجنبي، وذلك بعد نفيها وجود أية حالات مصابة بالبلاد.
وأشارت وزارة الصحة إلى أنه تم عزل المصاب الأجنبي بمستشفى النجيلة بمحافظة مرسى مطروح والتي تم تخصيصه للحجر الصحي.
وأكدت وزيرة الصحة «هالة زايد» على اتخاذ الدولة للاستعدادات اللازمة بالمطارات والمستشفيات، مشيرة إلى أنه يتم الكشف على جميع القادمين وعزل من تظهر عليه أعراض المرض.
وأشار رئيس الوزراء «مصطفى مدبولي» إلى أن الحكومة استوردت أجهزة بقيمة 150 مليون جنيه، لمكافحة المرض، مؤكدا أنها لا تخفي شيئا عن الفيروس.
عائدون من مصر
ورغم إصرار الحكومة عن عدم وجود حالات مصابة سوى التي تم الإعلان عنها، أعلنت عدة دول عن اكتشاف حالات إصابة بالفيروس لسياح عائدين من مصر، وهو ما أثار شكوكا بتفشي المرض وتكتم الدولة على وجوده لعدم إثارة الذعر.
وأكدت كل من فرنسا وكندا اكتشاف حالات مصابة لسياح عائدين من مصر، فيما أعلنت تايوان عن وفاة إمراة جراء الإصابة بالفيروس عائدة من جولة سياحية في مصر.
وتزايدت أعداد المصابين التي تم اكتشافهم بعد عودتهم من مصر، حيث أعلنت اليونان وأميركا أيضا عن اكتشاف حالات جديدة، فيما ارتفع عدد المصابين الذين غادروا مصر وتم اكتشافهم في فرنسا إلى 15 حالة.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء «مصطفي مدبولي» أن حكومته تواصلت مع فرنسا وكندا بشأن هذه الإصابات للحصول على المعلومات الكافية.
وقالت وزارة الصحة إنه لم يتم اكتشاف إصابات جديدة بالفيروس، مشيرة إلى أن الحالات التي تم اكتشافها في فرنسا وكندا، لم تصب في مصر.
الباخرة الموبوءة
وأعلنت وزارة الصحة عن اكتشاف 12 حالة إصابة جديدة بفيروس «كورونا» على متن باخرة نيلية متجهة من أسوان إلى الأقصر، وذلك بعد أيام من تزايد الأنباء عن الإصابات العائدة من مصر.
وقالت الوزارة إن جميع المصابين عمال مصريون على الباخرة كانوا مخالطين لسائحة تايوانية تم اكتشاف إصابتها عند عودتها إلى بلادها، وهو ما نفته تايوان، حيث قالت إن هذه السائحة تم إصابتها بالفيروس أثناء تواجدها بمصر، حيث تختلف سلالة الفيروس المصابة به عن المصابين المحليين.
وأعلنت الوزارة لاحقا عن ارتفاع عدد الإصابات المكتشفة على متن الباخرة السياحية إلى 45 حالة، فيما ارتفع إجمالي الإصابات في مصر إلى 59 حالة بعد اكتشاف عدة حالات جديدة لبعض المخالطين للحالات التي تم التعرف عليها سابقا.
وأشارت إلى أن «ذلك جاء ضمن أعمال الترصد والتقصي التي تقوم بها الفرق الوقائية بالوزارة للمخالطين المباشرين وغير المباشرين للحالات التي ثبتت إيجابيتها».
مصر تحت الحظر
وتسبب اكتشاف الحالات المصابة بمصر والعائدة منها، إلى تزايد مخاوف بعض الدول من تفشي المرض في مصر، مع تكتم الحكومة على حجم الوباء للحفاظ على تدفق السياح.
ورغم تأكيد وزارة الصحة احتواءها للأزمة وعدم وجود داعي للقلق، إلا أن العديد من الدول قامت بوقف الطيران مع مصر ومنع دخول القادمين منها إلى أراضيها، مثل السعودية والكويت وعمان وقطر، كما أغلقت «إسرائيل» حدودها البرية مع مصر.
كما قامت بعض الدول الخليجية باشتراط حمل المقيمين القادمين من مصر لشهادة الخلو من فيروس «كورونا» للسماح لهم بدخول البلاد، فيما اشترط البعض أن يعزل كل القادمين من مصر لمدة أسبوعين للتأكد من عدم إصابتهم.
إجراءات وقائية
بعد احتدام الأزمة وتزايد أعداد المصابين، اتخذت الحكومة العديد من الإجراءات للحد من انتشار الفيروس، من بينها تعليق جميع الفعاليات التي تتضمن تجمعات كبيرة من المواطنين، لحين إشعار آخر.
وأعلنت وزارة الأوقاف قصر العمل بالمساجد على الصلوات الخمس وأداء خطبة الجمعة في الساحات، وبما لا يزيد عن 15 دقيقة.
كما أعلنت الحكومة استيراد 250 ألف جهاز يكشف عن الفيروس خلال 30 دقيقة، على أن يتم نشرهم في جميع المطارات خلال الأيام القادمة.
وحددت المعامل المركزية تكلفة الكشف الخاص بتحليل فيروس «كورونا» بقيمة 64 دولار (1000 جنيه مصري) للمصريين، و70 دولار للأجانب.