هو الرجل الذي ظهر في الصور الأولى أثناء تسليم الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط للاحتلال في إطار صفقة وفاء الأحرار، "أبو محمد" نائب القائد العام لكتائب عز الدين القسام الشهيد أحمد الجعبري.
أطلقت عليه أجهزة الاحتلال اسم "رئيس أركان حركة حماس" في دلالة على مكانته في الحركة، وكان على رأس قائمة المطلوبين للاحتلال الإسرائيلي "بتهمة التخطيط لعدد من العمليات الإرهابية التي تهدد أمن المواطنين في إسرائيل"، بالإضافة لدوره الكبير في التصدي للعدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008، وهو الدور الذي ساهم بشكل كبير في ظهور الجعبري الذي يبلغ من العمر 52 عاما.
اعتبرته وسائل إعلام إسرائيلية "مهندس" التصدي لهذا العدوان، وأطلقت عليه لقب "الشبح" نظرًا لعجز إسرائيل عن اغتياله خلال الحرب.
جيش حماس
والجعبري من مواليد عام 1960، وهو من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حاصل على شهادة البكالوريوس تخصص تاريخ من الجامعة الإسلامية بغزة، وله "بصماته في التغيير بالجناح العسكري لحركة حماس"، حسب وصف تقرير إسرائيلي له، وظل متمسكا بملف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط منذ أسره في 25 يونيو 2006.
ومن أبرز أقواله: "أنا مطمئن اليوم على حماس، شكلت جيشا قويا، وأقر الله عيني بصفقة وفاء الأحرار، وأتمنى أن ألقى ربي راضيا مرضيا"، "ما دام الصهاينة يحتلون أرضنا فليس لهم سوى الموت أو الرحيل عن الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وكان قد صرح في رسالة نشرتها مجلة "درب العزة" التي تصدر عن المكتب الإعلامي لكتائب القسام في ذكرى الحرب الإسرائيلية الثانية على غزة: "كتائب القسام لم ولن تسقط من حساباتها أي خيار ممكن من أجل تفعيل المقاومة وتحرير الأسرى وقهر العدو الغاصب المجرم".
وأضاف: "عيوننا ستبقى دوما صوب القدس والأقصى, ولن تنحصر داخل حدود غزة، وأن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دوما إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلا أو آجلا".
ويعد الجعبري من الرعيل الأول للقيادات العسكرية لحماس، وقد خلف القائد العام للكتائب محمد الضيف, الذي أصيب في محاولة اغتيال سابقة في عام 2002.
ونجا الجعبري من عدة محاولات للاغتيال كان من بينها استهداف منزله في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة بعدة صواريخ في عام 2004، وقتل ابنه الأكبر وشقيقه في الهجوم ذاته.
الانضمام لحماس
وبدأ حياته في صفوف حركة "فتح"، واعتقل في بداية الثمانينيات على يد قوات الاحتلال وأمضى 13عاما، بتهمة انخراطه في مجموعات عسكرية تابعة لفتح خططت لعملية فدائية ضد الاحتلال عام 1982.
وخلال وجوده في السجن، انتمى الجعبري لـ"حماس" وعمل بمكتب القيادة السياسية لها، وتأثر بعدد من قادتها ومؤسسيها الأوائل كان أبرزهم: الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، والشهيد إسماعيل أبو شنب، والشهيد نزار الريان، والشهيد إبراهيم المقادمة، ومؤسس أول ذراع عسكري للحركة الشيخ الشهيد صلاح شحادة.
وتركز نشاط الجعبري عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال عام 1995 على إدارة مؤسسة تابعة لحركة حماس تهتم بشئون الأسرى والمحررين، ثم عمل في عام 1997 في حزب الخلاص الإسلامي الذي أسسته الحركة في تلك الفترة لمواجهة الملاحقة الأمنية المحمومة لها من جانب السلطة آنذاك.
في تلك الفترة توثقت علاقة الجعبري بالقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، والقائدين البارزين عدنان الغول وسعد العرابيد، وساهم معهم إلى جانب الشيخ صلاح شحادة في بناء كتائب القسام، مما دفع جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة في عام 1998 إلى اعتقاله لمدة عامين بتهمة علاقته بكتائب القسام، وتم الإفراج عنه مع بداية الانتفاضة الأولى إثر قصف الاحتلال لمقرات الأجهزة الأمنية في القطاع.