عبّرت أحزاب ومنظمات تونسية، الأربعاء، عن رفضها واستنكارها وتنديدها بالمبادرة الأميركية المعروفة إعلاميا بـ«صفقة القرن».
وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الثلاثاء، الخطوط الرئيسية لخطة يقترحها لمعالجة النزاع بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.
وتتضمن الخطة، التي يرفضها الفلسطينيون، إقامة دولة فلسطينية «متصلة» في صورة «أرخبيل» تربطه جسور وأنفاق بلا مطار ولا ميناء بحري، وعاصمتها «في أجزاء من القدس الشرقية»، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة مزعومة للاحتلال.
وعبّر حزب قلب تونس ( ليبيرالي 38 نائبا/ 217) عن استنكاره «بشدّة هذه الحركة التي تصادر حقوق الشعب الفلسطيني وتضرب العالم العربي والإنسانية جمعاء وتنتهك الشرعيّة الدوليّة».
واعتبر في بيان له، أنّ «هذه الصفقة المشينة تستهدف قضيّة إنسانية عادلة».
وطالب «قلب تونس» الدولة التونسيّة التي ترأس حاليّا الجامعة العربيّة وتشغل مقعدا بمجلس الأمن الدولي بـ«القيام بدورها واتخاذ موقف حازم إزاء هذه المظلمة غير المسبوقة والعمل على التشهير بهذا المخطط الذي يخدم المحتل الغاشم ويستهدف وجود الشعب الفلسطيني وحقّه في دولته المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف».
بدورها قالت حركة الشعب (قومية ناصرية 15 نائبا): «ما جاء في خطة ترامب هو مجرد محاولة للإجهاز على القضية الفلسطينية وحصرها في حاجيات اقتصادية».
ووصفت «حركة الشعب» في بيان لها «الصفقة» «بالعدوان الإمبريالي الصهيوني على الأرض العريية وشعبها، وقد ولدت ميتة كسابقاتها و ستسقط تحت أقدام جماهير الشعب الفلسطيني والعربي وبحجارة أطفال المدن والقرى المحتلة».
ودعت الحركة القوى الوطنية وقوى المقاومة في فلسطين إلى «رصّ الصّفوف لمواجهة المؤامرة الجديدة المتجدّدة»، منددة بـ«انخراط الأنظمة العربية في محاولة تصفية القضية المركزية للأمة العربيّة وخضوع كل الحكام العرب للإرادة الأميركية الصهيونية».
#صفقه_القرن في انتظار التوقيع..
نتنياهو ومنافسه في الولايات المتحدة لمقابلة #ترامب اليوم pic.twitter.com/bbxyZoe6IA— شبكة رصد (@RassdNewsN) January 28, 2020
من جانبه، أكد التيار الديمقراطي (اجتماعي ديمقراطي 22 نائبا) «إدانته ورفضه لمضمون الصفقة باعتبارها مؤامرة خبيثة ومحاولة لتصفية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وإضفاء شرعية وهمية على الاحتلال الصهيوني».
كما أدان التيار في بيان له بشدّة «مشاركة عدد من الدول العربية في هذه المؤامرة ودعمها لها باعتبارها تهميشا للقضية الفلسطينية وتطبيعا مع الكيان الصهيوني وتغليبا له على الحق العربي الذي ضحى لأجله آلاف الشهداء جيلا بعد جيل».
من ناحيته، أدان حزب العمال (يساري) الصفقة «التي على حد تعبيره ليست سوى محاولة يائسة للالتفاف على القضية الفلسطينية التي ظلت لعقود شوكة في حلق الإمبريالية والصهيونية والرجعية الإقليمية».
ودعا الحزب «كل الأحرار في تونس والوطن العربي والعالم لتوحيد الجهود وتصعيد النضال وكل أشكال المساندة للشعب الفلسطيني المناضل ضد الاحتلال الصهيوني الفاشي وضد «صفقة القرن».
من ناحيته، أدان الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية في تونس) المبادرة الأميركية واعتبرها «حربا معلنة على حق الشعوب في تقرير مصيرها وعلى حقها في المقاومة من أجل تحرير أراضيها كاملة».
وطالب اتحاد الشغل السلطات التونسية «بإعلان الرفض الصريح لصفقة العار وتتبع المطبعين مع الكيان الصهيوني في جميع الميادين الأكاديمية والاقتصادية والسياحية والثقافية والرياضية».
وفي القطاع الطلابي، اعتبر «الاتحاد الطلابي المغاربي» (منظمة طلابية لدول المغرب العربي يرأسها حمزة العكايشي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للطلبة) أن «الجوهر الحقيقي هو السعي إلى محو فلسطين العزة من خريطة المنطقة ووأد حق شعبها في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة، وإعلان القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني، وإلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية تصفية نهائية».
ودعا الاتحاد الطلابي في بيان له «الطلبة بجميع الجامعات المغاربية إلى التظاهر تنديدا بـ«سرقة القرن» والتعبير عن وقوفهم مع أشقائهم الفلسطينيين في محنتهم».