قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده لا تريد أن تتحول منطقة الخليج والعراق وسوريا ولبنان إلى ساحة لحروب الوصاية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، الأربعاء، خلال مشاركته في افتتاح مشروع السيل التركي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في مركز خليج للمؤتمرات بمدينة إسطنبول.
وأوضح أردوغان، أن تركيا «ستستنفر جميع الإمكانات المتوفرة لديها، كي لا تغرق المنطقة في الدماء والدموع».
وأضاف «أنقرة تسعى عبر القنوات الدبلوماسية لخفض وتيرة التصعيد في وقت تدق فيه طبول الحرب».
وتابع قائلا: «لا يحق لأحد أن يزج بكامل المنطقة، على رأسها العراق، في دائرة النار من أجل مصالحه الشخصية».
وأردف أردوغان، «التوتر بين جارتنا إيران وحليفتنا الولايات المتحدة بلغ مؤخرا حدا لم نكن نتمنى بلوغه».
وأوضح أن هدف تركيا إعادة تغليب المنطق عبر خفض التوتر في المنطقة.
ولفت الرئيس التركي، إلى أن العراق الذي يعاني من زعزعة في استقراره، يواجه خطر فقدان استقراره بالكامل.
وتابع في هذا السياق قائلا «أمن تركمان العراق مهم بالنسبة لنا كأهمية مواطنينا، والشعب العراقي بكافة أطيافه من عرب وتركمان وأكراد وسنة وشيعة، كلهم إخوة لنا».
وأكد أردوغان، أن بلاده بذلت جهودا كبيرة خلال السنوات السابقة، للحفاظ على وحدة الأراضي العراقية وضمان أمنها واستقرارها، وقدمت الدعم اللازم للعراقيين في كفاحهم ضد تنظيمي «تنظيم الدولة» و«بي كا كا».
وأردف قائلا «مددنا يدنا لكافة أطياف المجتمع العراقي من أجل الحيلولة دون وقوع بلادهم أسيرة للتعصب المذهبي».
وفيما يخص التطورات في شرق المتوسط، قال أردوغان: «تركيا لم ولن تسعى على الإطلاق وراء أي توتر إقليمي، وأي مشروع يقصي تركيا في شرق المتوسط غير قابل للتنفيذ من النواحي الاقتصادية والقانونية والدبلوماسية».
وأوضح أن الغاية الأساسية لبلاده من أعمال البحث والتنقيب عن الطاقة في المتوسط، هو حماية مصالح تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية.
وقال أردوغان، في الخصوص، «تركيا التي تمتلك أطول شريط ساحلي على المتوسط، ستكون لها كلمة في المشاريع التي تقام في هذا البحر، ونجدد نداءنا لكافة البلدان المطلة على المتوسط وندعوهم للتعاون».
ومن جهته، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن هناك ميولا لتصعيد التوتر في المنطقة، بينما أنقرة وموسكو تسعيان لخفض تلك التوترات.
وأوضح بوتين أن التعاون بين بلاده وتركيا، يتطور في كافة المجالات رغم محاولات العرقلة.
وأكّد أن هناك ميول لتصعيد التوتر في المنطقة، بينما تركيا وروسيا تسعيان لخفض تلك التوترات.
ولفت الرئيس الروسي إلى أن نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا، سيؤثر على كامل الاقتصاد الأوروبي.
وقال إن «شحن الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا عبر خط أنابيب السيل التركي عبر تركيا، لن يكون له انعكاس إيجابي على الاقتصاد التركي، ومنطقة البحر الأسود فحسب، بل سيؤثر ايجابا أيضاَ على اقتصاد كثير من بلدان جنوب أوروبا، وضمان الثقة بسوق الطاقة في أوروبا».
وأردف بوتين: «تنفيذ هذا المشروع المشترك الكبير، ومد خط أنابيب الغاز من قاع البحر الأسود بشكل ناجح، يعد مؤشراً على أن الشراكة الاستراتيجية الروسية التركية تحقق ثمارها بشكل كبير وملموس».
وتابع: «التعاون بين روسيا وتركيا تتطور خطوة خطوة في جميع المجالات، على الرغم من الوضع الصعب للغاية في العالم، ورغم أن بعض اللاعبين الدوليين يحاولون عرقلة تعاوننا على أساس المنفعة المتبادلة، فإن جهودنا مستمرة».
و«السيل التركي» مشروع لمد أنبوبين لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى تركيا وأوروبا مرورا بالبحر الأسود، خيث من المقرر أن يغذي الأنبوب الأول من المشروع تركيا، والثاني دول شرقي وجنوبي أوروبا.