جدّد كل من الرئيس التونسي قيس سعيد، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الاثنين، حرصهما على ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة الليبية، واشراك مختلف الأطراف المعنية، مع التأكيد على التمسك بالشرعية الدولية.
جاء ذلك في اتصال هاتفي أجرته ميركل مع سعيّد، وفق بيان للرئاسة التونسية.
وأضاف البيان أنه جرى «خلال هذا الاتصال التعرّض إلى مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وخاصة الوضع في ليبيا ومسار مؤتمر برلين».
كما تمّ التطرق إلى «مبادرة السلام المنعقدة في تونس بجمع عدد من رؤساء القبائل والمجالس الاجتماعية (في ليبيا)، لبحث سبل المصالحة، ووضع مشروع دستور للمرحلة القادمة في ليبيا».
وتابع أن «المبادرة سبق لألمانيا أن نجحت فيها حين جمعت الفرقاء في أفغانستان في المجلس المعروف بــ «اللويا جيرغا» لحل الأزمة الأفغانية، وهذا المجلس هو الذي وضع الدستور الأفغاني الحالي».
وأشار إلى أنه جرى الاتفاق بين سعيّد وميركل على «مواصلة التشاور بين الجانبين التونسي والألماني بخصوص الوضع في ليبيا، وتحديد من سيمثل البلدين في هذه المشاورات المستمرة».
وفي 24 ديسمبر الماضي، التقى سعيّد بممثلي المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، لبحث إمكانية إطلاق مبادرة لحل الأزمة في الجارة ليبيا.
وينتظر أن ينعقد مؤتمر دولي بالعاصمة الألمانية برلين حول الأزمة الليبية، فيما لم يتحدد بعد تاريخ انعقاده بدقة، وإن ذكرت تقارير إعلامية أنه سيعقد في يناير الحالي، بعد أن تأجل أكثر من مرة بسبب خلافات بين الدول العشرة المدعوة إليه (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، تركيا، إيطاليا، مصر، الإمارات).
وفي ذات السياق، استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الإثنين، فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، وبحثا آخر تطورات الأزمة الليبية.
ووصل السراج، الجزائر، بعد ظهر الإثنين، على رأس وفد رفيع المستوى يضم وزيري الخارجية محمد الطاهر السيالة والداخلية لطفي باشاغا.
وفي وقت سابق اليوم، أكد بيان للرئاسة الجزائرية أن زيارة السراج تأتي ضمن «المشاورات الدائمة والمتواصلة بين الجانبين» وأن لقاءه بالرئيس الجزائري «سيسمح بتبادل وجهات النظر حول تفاقم الأوضاع في ليبيا، وبحث السبل الكفيلة بتجاوز هذه الظروف العصيبة».
وتتزامن زيارة السراج مع أخرى يجريها وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إلى الجزائر، الإثنين والثلاثاء.
وحسب بيان للخارجية التركية، فإن زيارة تشاووش أوغلو إلى الجزائر «ستتناول العلاقات الثنائية بين البلدين بجميع جوانبها، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية».
وفي وقت سابق اليوم، وجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعوة رسمية للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من أجل حضور مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية، وذلك في اتصال بينهما، علما أن الجزائر استثنيت سابقا من المشاركة.