قال كاتب إسرائيلي إن «الحرب الدائرة في البحر الأبيض المتوسط بخصوص حقول الغاز تثير صراعات قوى حقيقية بين عدد من كبار اللاعبين في المنطقة، وهم: إسرائيل ومصر وتركيا وروسيا وليبيا، الأمر الذي قد يستدعي تدخلا من سلاح البحرية الإسرائيلي».
وكشف تسور شيزوف في مقاله بصحيفة «يديعوت أحرونوت»، ترجمته «عربي21»، أنه «حين عاد في عام 2015 من جولات ميدانية قام بها في مناطق شمال سوريا والعراق بغرض إنتاج فيلم وثائقي، زاره عدد من كبار ضباط جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وطلبوا منه معلومات حصلت عليها عن تنظيم الدولة الإسلامية في تلك المناطق».
وأوضح: «أبلغتهم آنذاك أن تنظيم داعش تهديد عبثي، ولا يساوي شيئا، ولا يشكل خطرا كبيرا على إسرائيل، لأن عشرات الآلاف من مقاتلي التنظيم يفتقرون لأسلحة جو ومشاة، وبإمكان أي سلاح طيران بطلعات جوية خاطفة أن يبدد هذا التنظيم كليا، ويطوي صفحته، وأكدت لهم أن نظرتهم لهذا التنظيم تخفي عن أعينهم التهديد الحقيقي على إسرائيل ومصالحها، والمتمثل بتركيا، ما تسبب بمفاجأتهم بهذا الإنذار».
وأكد أن «تركيا في عام 2022 سوف تحصل من إسبانيا على سفينتين برمائيتين قادرتين على حمل طائرات قتالية، و20 ألف طلعة جوية لكل واحدة، وباتت اليوم أقوى جيش في حلف شمال الأطلسي- الناتو، والجيش الثاني في القارة الأوروبية بعد الجيش الروسي، ما يدعو للتساؤل عن سبب حاجة تركيا لهذا الجيش، وبهذا الحجم، وأين تريد تركيا أن تحط بسفنها على شواطئ البحر المتوسط، على شواطئ غزة مثلا».
وأشار إلى أن «الأتراك أرسلوا إلى شواطئ غزة في 2010 سفن مافي مرمرة لتوسيع نفوذهم في قطاع غزة، لكن سلاح البحرية الإسرائيلية أفشل هذا الجهد التركي في غزة، في حين أن التأثير التركي بات واضحا في الأحداث الليبية المشتعلة منذ سنوات، وزاد هذا النفوذ في الأشهر الأخيرة».
وأضاف أن «الصراع الدائر في ليبيا ليس فقط على حقول الغاز والنفط، وإنما للسيطرة على المياه الإقليمية، لأن ليبيا تقع قبالة تركيا، والأتراك يعتقدون أن أنابيب الغاز الإسرائيلية المصرية القبرصية اليونانية تخترق مياههم الإقليمية، ما دفع إسرائيل للاستعداد لإمكانية خوض هذا الصراع من خلال استدعاء فرقاطات ألمانية، وكاسحات ألغام، وبعض الغواصات».
وأكد أن «الألمان يظهر أنهم جزء مما يحدث في المنطقة، وإن لم يتصدروا المشهد، فهم يحتاجون إلى الغاز، ولذلك فهم يقفون إلى جانب إسرائيل، في ضوء أن أنغيلا ميركل المستشارة الألمانية لا تحبذ كثيرا الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين».
وختم بالقول إنه «في كل هذا الصراع الدائر في المنطقة، تبدو إسرائيل مضطرة لتقوية سلاحها البحري، ومهمته الأساسية الحفاظ على مياهها الإقليمية، بجانب التحالف مع مصر واليونان وقبرص، وهذا ما نسميه تحالف المصالح».