هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، بإغلاق قاعدة «إنجرليك» الجوية التي تستضيف رؤوسا نووية أميركية، ردا على تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات على أنقرة، واعتراف مجلس الشيوخ بالإبادة الجماعية للأرمن قبل ألف عام.
وقال أردوغان، في تصريحات صحفية، إن «قرار مجلس الشيوخ الأميركي المتعلق بالإبادة الأرمنية المزعومة هو خطوة سياسية بحتة لا وزن لها، ولا ينسجم مع روح التحالف بين تركيا والولايات المتحدة».
وأكد أن الاستقطاب في السياسة الداخلية بالولايات المتحدة انعكس سلبا على تركيا، موضحا أن بعض الجهات الأميركية تستغل المستجدات المتعلقة بأنقرة من أجل إضعاف الرئيس «دونالد ترامب».
وأضاف الرئيس التركي أن بلاده سترد الفعل إذا ما هددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات في حقها، مشيرا إلى أنه «إذا لزم الأمر فستغلق أنقرة قاعدة إنجرليك عند الضرورة، كما بإمكانها إغلاق قاعدة رادار كوجيك أيضا».
وأكد أن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي في الوقت الذي تتخذ فيه الولايات المتحدة إجراءات ضدها، مشيرا إلى أن المسؤولين الأميركيين غير مطلعين بشكل كافٍ على المسألة الأرمنية.
وذكر أردوغان بإبادة الولايات المتحدة للهنود الحمر قائلا: «ألا نستطيع الحديث عن قضية الهنود الحمر في الولايات المتحدة؟.. التاريخ المتعلق بالهنود الحمر وصمة عار في جبين الولايات المتحدة».
كما ذكر بما ارتكبه الفرنسيون من مجازر في رواندا والجزائر، وتجارتهم بالعبيد في السنغال، مضيفا: «لدينا وثائق في أرشيفنا بشأن هذه الوقائع، ونحن سنكون بهذه الوثائق في حال الهجوم بدلا عن الدفاع».
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» أن الولايات المتحدة تبذل جهودا للحفاظ على العلاقات مع تركيا.
ولفتت إلى أن الوجود العسكري الأميركي في قاعدتي إنجرليك وكوراجيك يجري بموافقة الحكومة التركية، مضيفة: «ننظر إلى تواجد قواتنا في تركيا كرمز على التزامنا بالتعاون وحماية حليف لنا في الناتو وشريك استراتيجي لنا».
واعتمد مجلس الشيوخ الأميركي، الخميس الماضي، مشروع قرار يعتبر أحداث عام 1915 «إبادة جماعية» للأرمن، وهو ما قابله رفض تركي واسع وتنديدات حقوقية وبرلمانية، حيث وصفت هذه الخطوة بأنها «جزء من لعبة سياسية قذرة».
