سيدى الرئيس … إختلفت إختياراتنا جميعا حول المرشحين للرئاسه و إجتهدنا فى إختيار الأصلح … كان لكل منا مرشحه و خضنا معارك كثيره مع كل من نعرف محاولين إثبات وجهه نظرنا و بيان أسباب إختيارنا … و عاده كانت تنتهى هذه المناقشات بتمسك كل طرف بإختياره … و نظل على إختلافنا و لا يجمعنا إلا الدعاء الذى تنهى به كل الأطراف المناقشه بأن يولى الله علينا الأصلح ومن يصلح …. و أدعو الله سبحانه و تعالى أن تكون أنت ثمره دعوه أستجيبت لترفع عنا بلاء عانيناه لعقود.
سيدى الرئيس …لقد تعودت لا أتابع أى حدث سياسي و لا أى أخبار عن زيارات الرئيس السابق -الداخليه أو الخارجيه – و أحيانا كنت أضطر لمتابعه صلاه الجمعه- لسماع الخطبه – التى يحضرها الرئيس السابق مع معاونيه و حراسه و بضعه الصفوف القليله المصطفه خلفه و المعروف جيدا هويتهم و عملهم … و إرتبطت فى أذهان الكثيرين أى حركه للرئيس بشلل تام فى المنطقه التى ينوى زيارتها و المناطق المجاوره لمده طويله قد تمتد لساعات …دون أى إعتبار للناس و تعطل مصالحهم …حتى كنا نكره أى تحرك له و أسعدنا تواجده شبه الدائم بشرم الشيخ فى سنواته الاخيره .
سيدى الرئيس لا نريد رئيسا لا يلتقى الا برؤساء الدول و الوزراء و لا يتحرك إلا فى المناسبات الرسميه ليلقى خطب كتبت له لا روح فيها و لا حياه … لا نريد رئيسا يحضروا له بعض الكومبارس ليمثل دور الأب الحنون الذى يستمع لمشاكل أبناؤه … ثم تخونه قدرته على التمثيل و تغلبه روح الدعابه عندما يقول له أحدهم أنه يذهب لعمله بالعباره … فيسأله ضاحكا : عباره من اللى بتغرق ؟؟ … لا نريد رئيسا يرى فى إنتقادنا له أو رغبتنا فى الإصلاح مجرد " لعب عيال" و يقول : "خليهم يتسلوا " !!.
سيدى الرئيس نريدك كل أسبوع فى محافظه تلتقى بأبنائها … و بكل القوى السياسيه فيها … نريدك أن تشعر الشعب فى الصعيد و فى وجه بحرى وسيناء و فى كل مكان أنهم غير مهمشين و أن تسمع منهم و لا تكتفى بما يأتى اليك من تقارير رسميه …. نريدك أن تلتقى بهم فى مؤتمرات حاشده مثل التى رأيناها فى مرسي مطروح و الإسكندريه و غيرها … و نريدك أن تتحدث الي الناس مباشره … فقد تعبنا من لقاءات قاعه المؤتمرات التى لا يحضرها إلا النخبه و لا يهتم الشعب حتى بمتابعتها .
سيدى الرئيس :اشغلنا بصلاتك … و دعنا ننتظر كلمتك و خطبك القصيره بعد الصلاه … فقد جربنا لعقود طويله فصل الدين عن الدوله … و آن لنا أن نجرب هذا النموذج الجديد الذى طالما حلمنا به و تمنيناه و كدنا نفقد الأمل فى وجوده … نريد رئيسا يصلى بالناس و يخطب فيهم …و يجعل من المسجد ساحه للتعارف و التقارب … نريدك أن تستمر فى الصلاه مع الناس ووسطهم … صل كل جمعه فى مسجد … بل كل يوم إن إستطعت … التقى بالناس و إجعلهم يشعروا انك منهم و معهم .
سيدى الرئيس لا تلتفت لكل الدعاوى التى تملا الدنيا ضجيجا حول تكلفه كل صلاه لك .. و عشرات الملايين التى تنفق على كل صلاه جمعه… و عشرات الألوف من الجنود التى تؤمن كل حركه من تحركاتك … و كيف يتم إخلاء المسجد و الشوارع المحيطه به لتأمين صلاتك …. نعم ,من المؤكد هناك تأمين لكل تحركاتك و هذا شئ مطلوب و لازم حتى لو رفضته أنت …فأمنك و سلامتك الان يهمونا ربما بأكثر مما يهموك …. و لكن لنا عيون نبصر بها و عقول نعقل بها ما نسمع …. فلا يعقل أن أرى المصلين فى صلاه عيد الفطر يملؤا المسجد و كل الشوارع المحيطه به … بل و أرى بعضهم يتسلق أعمده المسجد ليصوروا الرئيس و هو يغادر دون أن يتعرض لهم الحرس … ثم أنفعل مع إدعاءات البعض بأن حرس الرئيس يمنعوا أى شخص من دخول المسجد إلا بعد إنتهاؤه من الصلاه .
سيدى الرئيس اشغلنا بصلاتك مادامت وسط الناس …. فقد كنا نقرأ عن الصحابه و الخلفاء و عن صلاتهم بالناس و محاولتهم تفقد أحوالهم على الطبيعه و نرى هذا كأساطير لا يمكن تحقيقها … و أنا لا أقارن بينك و بين الصحابه و إن كنت أدعو الله سبحانه أن يجعلهم لك مثلا و قدوه تتشبه بهم و تكون مثلهم … و لكن العجيب أننا وجدنا من يضايقه هذا الشكل و هذا النموذج … فهناك من الإعلاميين من قالها على محافظ كفر الشيخ الذى ذهب ليتفقد حال إحدى المستشفيات بعد صلاه الفجر بالجلباب فتساءل غاضبا و مستنكرا:انت فاكر نفسك عمر إبن الخطاب و طالع تعس بالليل تشوف مشاكل الناس؟
و آخرون لم يقولوها صراحه و لكن مشهد الرئيس الذى يصلى بالناس و يخطب فى المساجد أفزعهم و يرفضوه كما يرفضوا أى شكل مختلف عما تعودوه … فلجاوا الى إفزاع الناس من عشرات الملايين التى تنفق كل أسبوع على صلواتك … و الإدعاء بان سفرك الى المحافظات هو للشو الإعلامى و لا داعى له و أن لديك مؤسسات تقوم عنك بالعمل و تقدم تقاريرها … حتى أسفارك الخارجيه إنتقدوها و إستنكروا نزولك بفنادق خمس نجوم و أطلق كل منهم العنان لخياله يتوقع أرقام يضع بجوارها ما لا يقل عن سته أصفار تصرف على أسفارك و بدل سفر لمرافقيك … و آخرون نحسن بهم الظن طالبوك بالصلاه وحدك حتى تعطى فرصه لحراسك كى يصلوا جماعه ايضا …و السؤال هنا : ماذا عن الصلوات الخمس طوال اليوم ؟! هل يبقى الرئيس بمنزله لا يتحرك حتى يتيح لحراسه صلاتهم فى جماعه ايضا ؟!!
سيدى الرئيس : إشغلنا بصلاتك و تنقلاتك و أسفارك … إجعلنا معك و حولك … إخبرنا بكل ما تفعل و بكل إنجاز تحققه على الأرض …أو حتى بكل مشكله تقابلها و إجعلنا جزء من حلها … إياك أن ينجحوا فى عزلك و تحويلك الى حبيس فى قصرك أو فى بيتك تنتظر التقارير تصلك ممن هم حولك فقط …إياك أن تعيدنا الى عصر " رئيس النخبه" … فالشعب هو من إنتخبك … إستمر كما أنت و إتق الله فينا … و لك معنا موعد بعد أربع سنوات إن شاء الله نحاسبك على ما وعدت … و لك مع الله موعد لن يخلفه