البعض يظن أن أزمة مصر اقتصادية ولكنها في الحقيقة تعانى أزمة إدارية حادة تسببت في كل هذه الأزمات.فهناك ألاف المؤسسات والهيئات والمجالس المحلية والمجالس الشعبية ورغم ذلك يعانى المواطن في توفير الخدمات والمرافق كالماء والكهرباء والغاز والسولار ! وهذا يبرز حجم المأساة الإدارية في مصر ودائما ما يخرج هؤلاء المسئولين للقول بأن هناك نقص وعجز… الخ
ولكن الحقيقة أن مصر ليست ضعيفة الموارد لكنها ضعيفة الإدارة ، فالجانب الادارى هو المهمل حتى الآن لأننا في الغالب نجد هذه المؤسسات والهيئات يديرها إما لواء شرطة سابق أو جيش أو إدارة تكنوقراط تبتعد عن التخصصية في الإدارة .. الخ.مثلا أن مدير المستشفى طبيب و مدير شركة الكهرباء مهندس ومدير المدرسة مدرس … الخ . وهذه نظرية خاطئة في الإدارة لا تؤدى إلى تحقيق أي نجاح .. لان الإدارة علم واسع ويحتاج إلى دراسة خاصة..
فالإداري هو من يستطيع إدارة المؤسسة مهما كانت مهامها..الادارى هو من يستطيع إدارة النظام المالي بالمؤسسة بكفاءة وإدارة العنصر البشرى بحرفية ..وبالتالي يزيد التواصل مع الجمهور وتتحقق مطالبهم بكفاءة . لذا فعلينا أن نقف وقفة جادة مع أنفسنا لإعادة النظر في هيكل المنظومة الإدارية بالكامل في مصر. فليس أزمة مصر هي أن نقيل مسئول ونضع مكانه غيره ولكن الأهم أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب. فليس مطلوبا من الرئيس أن يجلس مع كل مواطن يسمع شكواه ولكن المطلوب هو تحسين أداء المؤسسات والهيئات في الدولة لتلبى احتياجات المواطنين كافة