تسود حالة من الحذر بمدينة صيدا بعد الاشتباك الذي وقع ظهر أمس الأحد، بين أنصار الشيخ أحمد الأسير وعناصر من حزب الله، وأعقبه جو من التوتر استدعى تدخل الجيش اللبناني الذي أقام نقاط تفتيش في المدينة وقام بتسيير دوريات في بعض الشوارع.
كانت الاشتباكات قد أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في حي التعمير ـ عين الحلوة.
وشهدت المدينة اجتماعات بين الفعاليات السياسية في محاولة لتهدئة الأوضاع وإعادة الأمور إلى طبيعتها، بعدما قامت مجموعات من أنصار الشيخ الأسير بإطلاق النار في الهواء والقيام بممارسات استفزازية في بعض الأحياء.
فيما تعرض عدد من أنصار الشيخ الأسير في منطقة عبرا لنجلاء سعد، أرملة النائب الراحل مصطفى سعد زعيم التيار الشعبي الناصري، بالألفاظ النابية وانهالوا على سائقها بالضرب بالتزامن مع إطلاق نار في الهواء، واتهمت نجلاء سعد أنصار الأسير بمحاولة إثارة الفتنة في المدينة والتعرض لرموز يعرفها أهالي مدينة صيدا وكل لبنان، بأنها قدمت التضحيات الكبيرة من أجل المقاومة.
كان خلاف قد وقع ظهر أمس بين نجل الشيخ أحمد الأسير "عمر"، وعناصر من قوى الأمن الداخلي كانت تقيم حاجزا عند الكورنيش البحري في صيدا، نتيجة رفض الأسير الابن إعطاء مسئول الحاجز رخصة سوق السيارة، فيما كانت العناصر الأمنية تعالج الأمر.
واستنكر التنظيم الشعبي الناصري ممارسات أنصار الشيخ الأسير ودعا إلى التصدي لمفتعلي المشكلات، كما دعت الجماعة الإسلامية إلى إجراء تحقيق قضائي سريع لمعرفة مطلقي النار، وأدانت استخدام السلاح في صيدا أو غيرها.
كما دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مجلس الأمن الفرعي في الجنوب للانعقاد بشكل استثنائي، ودعا الأطراف جميعا إلى التروي والتزام الهدوء، مؤكداً أن القوى الأمنية لن تتهاون في معالجة المخلين بالأمن.
وفي المساء وصل وزير الداخلية إلى مدينة صيدا ليرأس اجتماع مجلس الأمن الفرعي، وقال أمام السراي إن ما حصل في المدينة نتيجة للاحتقان السياسي والمذهبي، وأكد أن لمدينة صيدا وضع خاص، والمفروض أن نولى اهتماما أكبر للأمن في المدينة، وقال إنه على الجميع أن ينتبهوا إلى خطابهم السياسي والمذهبي، وما حصل اليوم يجب أن ينبهنا، وأعرب عن أمله بأن يتم تخطي هذه المرحلة الخطيرة.
وأكد وزير الداخلية أن السلاح بيد الجميع وهذا الموضوع يجب أن نتفاهم عليه، كما نفى أن يكون نجل الشيخ الأسير قد أطلق بالقوة من الدورية التي احتجزته وقال إنه هو الذي حل هذه المسألة!
كما أكد أن الأمن ليس بالتراضي وأن الجيش اللبناني سيطلق النار على كل من يحمل السلاح، ونفى شربل أن يكون الشيخ الأسير قد طلب منه إبلاغ حزب الله بإزالة لافتات له في صيدا، وقال إن الأجهزة الأمنية تنبهت للاحتقان في المدينة، وأنه هو من طلب من حزب الله إزالة اللافتات وأن الحزب تجاوب مع هذه الرغبة.