قال صبحي صالح -الفقيه الدستوري وعضو الجمعية التأسيسية-: إن "القضايا المفتعلة والمطروحة حول الدستور تعتبر قنابل دخان لا تقتل ولا تصيب، فهذه الحملة المثارة على الجمعية التأسيسية لا معنى لها ولن تؤثر على الجمعية في شيء ولا يستطيع أحد أن يطمس الحقيقة".
وأكد صالح خلال ندوة نظمتها أمانة التثقيف والتدريب بحزب الحرية والعدالة مساء أمس السبت بعنوان "اعرف دستورك" أن الشعب المصري هو من اختار أفراد هذه الجمعية, فهو يحتاج آلية علمية تمكنه من كتابة الدستور والآليات العلمية الموجودة في العالم ما هي إلا جمعية معينة تشمل رؤساء القوى السياسية والأحزاب، وتسمى جمعيات التعيين وهناك جمعيات بالانتخاب وهذا ما حدث في مصر فأي شعب يسعى إلى الديمقراطية يتجه نحو الانتخاب.
وأوضح أن الانتخاب إما على درجة واحدة مباشر أو انتخاب على درجتين وغير مباشرفلو كان الشعب اختار الانتخاب المباشر كان الفصيل الذي سينتخب هو الذي فاز بخمسين في المائة زائد واحد في انتخابات مجلس الشعب.
وأضاف صالح: إن "الدستور الذي تم إعداده حاليا دستور ٢٠١٢ ليس جديدا، فالجمعية التأسيسية مش بتخترع دستور, فأول دستور تم إصدارة في مصر عام 188٢ منذ ١٣٠ سنة في عهد الخديوي توفيق وبعدها ألغيت الملكية في مصر يونيو ١٩٥٣ وظل دستور مصر لسنة ١٩٢٣ قائما معمولا به إلى ديسمبر ١٩٥٢, فمصر تعرف الدستور من وقته"، مشيرا إلى أن ثورة 23 يوليو أسقطت الدستور المصري وقتها ولكن ثورة 25 يناير عطلت الدستور, ولذلك عندما قلنا تعطيل تعلمت مصر من أخطائها؛ حيث لو قيل هناك إسقاط فكان الحكم وقتها سيصبح للعسكر.
إنجازات
وأضاف صالح: إن مصر قد أنتجت خمسة إنجازاتمنذ قيام الثورة وحتى الآن وهم استفتاء دستوري وإعلان دستوري وانتخابات مجلس الشعبوانتخابات مجلس الشورى وانتخابات رئاسة ثم الجمعية التأسيسية وإعدادمسودة الدستور الآن، متسائلا: ماذا أنتجت التجربة التونسية الذي كان يستشهد بهاالبعض بأنها صنعت الدستور أولا ولم يحدث أي شيء بعد ذلك؟.
التدخل في اختصاصات التأسيسية
وعمن يقولون بأن الرئيس يتدخل في اختصاصات الجمعية التأسيسية ويملي عليهم أوامره وآرائه، قال صالح: "لا أحد يملك التدخل في الجمعية التأسيسية ولا الرئيس نفسه فلا يستطيع أحد أن يملي على الشعب إرادته فالشعب هو من اختار أعضاء الجمعية التأسيسية عن طريق اختياراته الحرة في انتخابات الشعب والشورى، مؤكدا أن المؤسسة الدستورية أنشأها دستور حدده الشعب وحدد مهتمها ونصابها الشعب فهي منتخبة على درجتين فالشعب يختار النواب والنواب يختارون الجمعية التأسيسية".
وأوضح صالح أن الجمعية التأسيسية كانت تضم كل الفئات منها 18% قانونين وقضاة، ١٥% باحثين ومفكرين وكتاب,١٥أساتذة جامعة, 6% نقباء, ٨% شباب, %6 أقباط, %٦نساء,4% عمال وفلاحين,2 % مصريين بالخارج,20% آخرين، موضحا أن انتخابات الجمعية التأسيسية شهدها العالم أجمع وتم انتخابهم أمام تغطية من جميع وسائل الإعلام.
المعارضون للدستور
وقال صبحي صالح ردا على من يقول: إن مصر أصبحت عزبة إخوان: إن الأرقام تشهد على إذا ما كانت هذه الاتهامات صحيحة أم باطلة فالإخوان في الفريق الرئاسي ٣٢ وفيمجلس الوزراء16 وفي المحافظين ١٨ و ١٥ القومي لحقوق الإنسان.
وأوضح أن الإخوان وغيرهم من داخل الجمعية التأسيسية عندما استعدوا لكتابة دستور مصر قرأوا كل دساتير العالم، مشيرا إلى أن دستور مصر لم يكتبه الإخوان وحدهم ولم يكتبه المائة المنتخبون, فهذا الدستور كتبه شعب مصر بنفسه.. فكل الشعب شارك في كتابة الدستور عن طريق ١٠٠ عضو منتخبين وخمسين احتياطي و٢٣ خبيرا خارج الجمعية ولدينا حوار مجتمعي جمعت مقترحات من كل محافظات مصر، موضحا أن هناك لجان استماع استمعت لكل فصائل المجتمع المصري، إضافة إلى ٤٢ألف لجنة اقتراح محافظات".
وأكد صالح أنه "كان من حق الإخوان مثل ما هو حق في العالم كله أن يصنعوا دستورا بالانتخاب المباشر دون أن يشاركنا الآخر، ولكن اختار الإخوان الكثير من الأسماء التي لم تكن على هواهم من باب قبول الآخر، وقال: "ومع ذلك قبلنا نحن ولم يقبلوا هم، فالمسألة هو حقد متأصل في قلوبهم"، على حد قوله.