لا تزال حلقات مسلسل إهدار حقوق المتفوقين من خيرة عقول أبناء مصر, وإقصائهم عن خدمة وطنهم والنهوض بمستقبل البحث العلمي مستمرة.
نستعرض لكم من خلال السطور التالية نموذجا حيا لفتاةه مصرية, من أسرة متوسطة الحال؛ متفوقة علميا ومن أوائل خريجي جامعة الزقازيق, تشكو عدم حصولها على وظيفة رغم تفوقها العلمي.
«شبكة رصد الإخبارية» حاورت "نرمين أحمد كيلاني أنور" خريجة كلية العلوم جامعة الزقازيق, واستمعت إلى شكواها وهي تمثل نموذجا مصغرا للظلم الذي يقع على أبناء الكادحين من الطلبة المتفوقين الذين عرفوا طريق التفوق والكفاح ولكن لم يعرفوا طريق الوساطة والمحسوبية.
رصد: ما تقديرك العام؟
حصلت على تقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف وبنسبة تراكمية 88.17 % وأنا الأولى على القسم وشعبة الفيزياء جميعها, والثانية على جميع الشعب والأقسام العلمية بكلية العلوم لهذا العام والأعوام التي سبقته.
رصد: ماذا تطلبين؟
ليس لي طلبات أنا فقط أنتظر إنصافي وتكليل نجاحي بتحقيق رغبتي وهدفي الأول منذ دخولي إلي الجامعة بتعيني معيدة في كلية العلوم جامعة الزقازيق, كم سهرت وتعبت وتفوقت من أجل تحقيق هذا الحلم.
رصد: وما الذي يحول دون حصولك على الحق في التعيين بالكلية؟
تقول والحزن يطل من عينيها وعلامات التعجب تعلوا قسمات وجهها: "الخطة الخمسية..!" .
وعن الخطة الخمسية تقول: هي ببساطة أداة في يد المسئولين من رؤساء الجامعات، وعمداء الكليات بالجامعة لتوريث أبنائهم وتعيين أصحاب المحسوبية والوساطة، باستخدام السلطة المخولة لهم في تحديد عداد الطلبة المطلوب تعيينهم وتقديراتهم واستبعاد من يريدون منهم من خلال الخطة وثغرات بعض القرارات والامتناع عن تعيين أوائل الخريجين؛ ولعل أكبر شاهد على ذلك ساحات القضاء الذي امتلأت بدعاوى من الطلاب المستبعدين من التعيين ضد العمداء ورؤساء الجامعات, ناهيك عن استقالات بعض رؤساء أقسام الكليات الشرفاء اعتراضا على ما يحدث من ظلم وسوء استخدام للسلطة.
فهل تظل الخطة "الخمسية" أداة توريث في يد المسئولين بالجامعات الحكومية, وحجر عثرة يقف في طريق تحقيق حلم طالب متفوق, استطاع أن يتخطى كل الصعاب, وجاهد من أجل تحقيق حلمه, وحقق جميع الشروط التي تجعل من حلمه واقعا يجب أن يتحقق.