نشرت صحيفة «إندبندنت»، تقريرا لمراسلها ريتشارد هول، يقول فيه إن مقتل زعيم الدولة أبي بكر البغدادي يجب ألا ينسب إلى الرئيس دونالد ترامب وحده، الذي سيكتشف أن قراره سحب القوات من سوريا ربما منح التنظيم ساحة للتنفس.
ويشير التقرير، الذي ترجمته «عربي21»، إلى أن أبا بكر البغدادي كان يعرف منذ أن خسرت حركته أولى معاركها، وقبل أن يخسر خلافته، أنه يعيش في الوقت الضائع، لافتا إلى أن هذه هي حال من يقود تنظيما إرهابيا دوليا، الذي يمكن أن تكون لديه خطة لمن كان سيخلفه موجودة منذ وقت طويل، خاصة أن تنظيم الدولة هو منظمة بيروقراطية.
ويفيد هول بأن التنظيم سيعلن قريبا عن خليفته ليواصل بنائه وإظهار قوته، مشيرا إلى أن هذا كل يجب ألا يحرف نظرنا عن الضربة التي تلقاها التنظيم من الناحية الرمزية والعملية.
ونلفت الصحيفة إلى أن البغدادي كان مسؤولا عن قتل ومعاناة لا يمكن وصفها، ففي ظل قيادته ارتكب تنظيم الدولة حملة إبادة ضد الأزيديين، واسترق الآلاف من النساء، وقام بقتل الرهائن وذبح المدنيين، غالبيتهم من المسلمين.
وينوه التقرير إلى أن البغدادي ولد في مدينة سامراء عام 1971، وتحول للتشدد بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وزعم البغدادي أنه ينتمي إلى عائلة النبي محمد، ومنحته دراسته للشريعة شرعية في نظر الجهاديين.
ويقول الكاتب إن البغدادي أثبت فعاليته كما أثبت شروره، وأخرج على مدى سنوات قليلة تنظيمه من سريته، وأنشأ شبه دوله، وحكم ملايين الناس.
وتنقل الصحيفة عن ترامب، قوله في المؤتمر الصحافي الذي عقده يوم الأحد، بنبرة انتصارية: «لقد مات مثل الكلب، ومات كجبان، والعالم أفضل أمنا اليوم»، وأضاف أن «مقتل البغدادي يظهر التصميم الأمريكي المتواصل لقتل الإرهابيين».
لحظة مقتل زعيم "تنظيم الدولة" أبوبكر #البغدادي في عملية أميركية خاصة بقرية باريشا في ريف #إدلب pic.twitter.com/niseB2yH28
— شبكة رصد (@RassdNewsN) October 28, 2019
ويستدرك التقرير بأن مقتل البغدادي لن يكون النهاية، مؤكدا أن مقتله يأتي في وقت باتت فيه السياسة الأمريكية تساعد على عودة التنظيم، فالخروج الجزئي والفوضوي من الحدود السورية مع تركيا أدى إلى صراع جديد في شمال شرق سوريا، وبعد أشهر من هزيمة الخلافة في آخر معاقلها.
ويشير هول إلى أن القوات التركية شنت هجمات ضد المقاتلين الأكراد، الذين كانوا حلفاء في القتال ضد تنظيم الدولة، وبعد أيام من إعلان إدارة ترامب أنها لن تقف أمام توغل القوات التركية، وأدت العملية إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين، مستدركا بأنه رغم الحجم الصغير للقوات الأميركية إلا أنها كانت رادعا.
وتورد الصحيفة نقلا عن مدير مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي في أثناء إدارة أوباما، جوشوا إي غيلتزر، قول إن «القضاء على زعيم إرهابي له شهرته وأهميته يعد إنجازا لعناصر القوات العسكرية والمخابرات الذين حققوا هذا الأمر، وهي خطوة جادة في إضعاف قدرة تنظيم الدولة على زرع التشدد والتجنيد.. لكن الجماعة هي أكبر من البغدادي، وهذه العملية وحدها لن تصحح الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه ترامب بتخليه عن شركاء أميركا الكبار في القتال ضد تنظيم الدولة، وهو قتال لم ينته بعد».
ويلفت التقرير إلى أن قوات سوريا الديمقراطية اتهمت ترامب بأنه منح أرضية خصبة لعودة تنظيم الدولة؛ جراء موافقته على العملية التركية، إلا أن ترامب أكد يوم الأحد أن أميركا لا تريد الحفاظ على جنود بين سوريا وتركيا لمئتي عام قادمة.
ويفيد الكاتب بأن باحثين يرون أن تنظيم الدولة سيعاني في مرحلة ما بعد البغدادي من حالة تشتت، لكنه سيجد من الفراغ والفرص المتوفرة في سوريا والعراق أهم من فقدانه زعيما.
سيطر على مساحة شاسعة وحكم 8 ملايين شخص..رحلة تنظيم الدولة من التأسيس إلى مقتل قائده.. هل انتهى دوره؟
Posted by شبكة رصد on Monday, October 28, 2019
وتختم «إندبندنت» تقريرها بالإشارة إلى قول تشارلز ليستر من معهد الشرق الأوسط، إن مقتل البغدادي منح ترامب الفرصة للحديث عن نهاية المهمة.