"الداخل مفقود والخارج مولود" هذا المثل ينطبق على مستشفيات محافظة دمياط وما يواجهه مرضى هذه المحافظةـ "شبكة رصد الإخبارية" قامت بجولة داخل مستشفيات المحافظة واكتشفت الكثير من الأوضاع المأساوية ومدى الإهمال وعدم النظافة التي جعلتها منبع أوبئة.
وكانت أولى محطاتنا هي المستشفى التخصصي بمنطقة الأعصر، والتي ينحدر بها مستوى النظافة بشكل كبير؛ حيث أكد بعض المرضى الموجودين بها أن المستشفى تمتلئ بالحشرات، والقطط تجوب أرجاء المستشفى، كما أن المشاجرات والاشتباكات دائمة الحدوث ما بين المرضى والأطباء وطاقم التمريض.
وقمنا بالدخول إلى قسم الاستقبال بالمستشفى, وتحدثنا مع أحد المرضى والذي يدعى "أحمد اللاوندي", والذي قال: إن هذه المستشفى تفتقد إلى أبسط الأدوات والمستلزمات الطبية، كما أن عدد الأطباء وطاقم التمريض لا يكفي لعلاج حالات الطوارئ بها على مدار اليوم.
كما تحدث سعيد رزق، والذي كان يجلس بجوار نجله المصاب، لقد مكثنا في المستشفى نحو ساعة ونصف, ولم ينظر إلينا أحد وبعد أن قمت بالشجار مع طاقم التمريض جاء طبيب للكشف على ابني وقام بطلب دواء له نجلبه من خارج المستشفى, ولقد أرسلت ولدي الآخر لجلب الدواء، ولكن أليس من المفترض أن تتوافر تلك المستلزمات بالمستشفى.
إمكانيات ضعيفة
وهنا تحدثت "رصد" مع مدير عام المستشفى التخصصي، الدكتور عبد العزيز فودة، والذي أكد أنه إذا علم بأمر رفض طبيب معالجة مريض فإنه سيتم معاقبته.
وعن تدني مستوى النظافة بالمستشفى، أشار "فودة" إلى أن الإمكانيات المتاحة ضعيفة جدا, فهناك الكثير يرفضون العمل في النظافة بمبلغ 300 جنيه بعد أن تم تحويل كافة العاملين على الصندوق للموازنة.
وأضاف فودة: إن المستلزمات الطبية ما زالت المستشفى في حاجة إلى الكثير منها، وأنا لا أنفي أن هناك أخطاء بالمستشفى ولكن من منا بلا خطأ، فنحن نحاول أن نتدارك ما يحدث وأن نخاطب الوزارة والجهات المعنية للتوصل إلى احتواء للأزمات الحالية.
مستشفى دمياط
أما عن مستشفى دمياط العام فتحظى بنصيب كبير من الإهمال والتباطؤ وزيادة نسبة الوفيات وشكاوى المرضى والمواطنين.
فمستشفى دمياط العام تسبقه واقعة غاية في الغرابة، حينما توجه مواطن وزوجته ونجله إلى محافظ دمياط، يشكون له أن المستشفى رفضت استقبال المواطن لعدم وجود أسرة بغرفة العناية المركزة.
وقالت "نهلة مراد": إن مستشفى دمياط العام هو أكبر مكان لتجمع الذباب الحشرات, فالنظافة في أدنى صورها كما أن أغلب العاملين بالمستشفى من صغار السن ويبدوا عليهم نقصان الخبرة.
ثم أكملت حديثها وهي تبكي لقد فقدت والدتي في تلك المستشفى نتيجة أن الطبيب يفتقر إلى الخبرة اللازمة للتعامل مع حالتها.
وفي لقاء مع "رصد" تحدث الدكتور مصطفى عجوة – مدير المستشفى – أن موضوع النفايات تزايد بعد تعطل محرقة النفايات بكفر سعد وهو ما يعرضنا نحن الأطباء إلى خطورة بالغة، كما أننا بحاجة إلى توافر إمكانيات عديدة.
وفي مستشفى "كفر سعد" كان هناك مواطن رفض ذكر اسمه تحدث عن المفاسد الموجودة بالمستشفى، فقد روى عن سيدة كانت في حالة وضع ونزفت بعد الولادة وجاءت بسيارة الإسعاف إلى المستشفى فتركتها على البوابة ولم يستقبلها أحد حتى فارقت الحياة.
وأكمل أن هناك سيدة أخرى من كفر سليمان كانت تحتضر، ولم يسعفها أحد فتوجه ولدها إلى الأطباء في مكتب مدير المستشفى راجيا إياهم أن يقوموا بمعالجة والدته ولكنهم رفضوا بسبب الإضراب فحدثت مشادة وصلت إلى الاشتباك بالأيدي بينه وبين الأطباء هناك.
أما في مستشفى السرو المركزي بمدينة الزرقا، فقد أكد "محمود منصور"، أن المستشفى بلا أطباء ولا يوجد بها أبسط مظاهر العلاج، مما يدفع الأهالي إلى التوجه للعلاج خارج المدينة، فماذا لو كانت الحالة حرجة وكثيرا ما تحدث.
وأشار "منصور" إلى أن العشرات مرضى بالفشل الكلوي بالمدينة يعانون الأمرين لعدم وجود مركز لغسيل الكلى الصناعي بالمستشفى.