إنقاذ غير منظم، قامت به عربات التوكتوك خلال انتفاضة استمرت أسبوعا وحولت شوارع العاصمة العراقية بغداد إلى ساحة قتال.
بينما كانت تدوي أصوات طلقات الرصاص في الهواء ويرتفع الدخان الأسود في الأفق، في المقابل تأتي عربات التوكتوك ذات العجلات الثلاث من بين حشود المحتجين، لنقل المصابون وحملهم إلى سيارة الإسعاف التي تقف بعيدا عن المكان.
وأوضح محتجون لوكالة «رويترز»، أن سيارات الإسعاف لم يكن بمقدورها الوصول إلى الضحايا في الشوارع المكتظة بالحشود، أو كانت نفسها أهدافا للقناصة.
وقتل أكثر من 110 أشخاص وأصيب 6 آلاف آخرون في الانتفاضة، حيث أكد شهود عيان وجود قناصة يقومون بقنص المحتجين بالرصاص من فوق أسطح المباني.
وملأ سائقو عربات التوكتوك، الذين يكسبون عيشهم من نقل الركاب بالمروق في الشوارع، فراغ سيارات الإسعاف ونزلوا إلى الشوارع لانقاذ الضحايا.
وبينما فر المحتجون وسط إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع قاد سائق توكتوك عربته حمراء اللون إلى المكان بينما تدوي طلقات الرصاص قريبا منه.
وبدأت الاحتجاجات العراقية من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية.
ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لاستقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إثر لجوء قوات الأمن للعنف لاحتواء الاحتجاجات.
ولم تتمكن الحكومة من كبح جماح الاحتجاجات المتصاعدة رغم فرض حظر التجوال.
ويحتج العراقيون منذ سنوات طويلة على سوء الخدمات العامة الأساسية من قبيل الكهرباء والصحة والماء فضلا عن البطالة والفساد، في بلد يعد من بين أكثر دول العالم فسادا، بموجب مؤشر منظمة الشفافية الدولية على مدى السنوات الماضية.