كشف موقع برنامج «فرونتلاين» التلفزيوني الأميركي عن اعتراف ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» بمسؤوليته عن مقتل الصحفي «جمال خاشقجي».
وأوضح العرض التمهيدي لوثائقي عن «محمد بن سلمان» أن ولي العهد السعودي قال لـ«مارتن سميث» من شبكة التلفزيون العامة الأميركية، ردا على سؤال بشأن مسؤوليته عن مقتل خاشقجي: «أتحمل المسؤولية كاملة، لأن هذا الأمر حدث تحت إدارتي».
واعترف «بن سلمان» بمسؤوليته عن الجريمة في مقابلة أجراها مع مراسل «فرونتلاين» في ديسمبر الماضي بالرياض، وتعد المقابلة جزءا من فيلم وثائقي بعنوان «ولي عهد السعودية»، والذي سيتم عرضه في الأول من أكتوبر المقبل، قبل الذكرى السنوية الأولى لمقتل خاشقجي.
وقال «بن سلمان» عند سؤاله عن كيفية حدوث جريمة القتل دون أن يعلم بها: «عندنا 20 مليون نسمة، وعندنا ثلاثة ملايين موظف حكومي».
بينما أجاب عن سؤال استخدام القتلة لطائرات حكومية خاصة قائلا، «عندي موظفون ووزراء لمتابعة الأمور وهم مسؤولون، ولديهم السلطة للتصرف».
وتعد هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها ولي العهد علانية عن جريمة قتل خاشقجي التي وقعت داخل القنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر 2018، وقالت وكالة المخابرات المركزية الأميركية وبعض الحكومات الغربية إنه أمر بقتله، لكن مسؤولين سعوديين يقولون إنه لا دور له في الجريمة.
وتعرض خاشقجي لأبشع جريمة شهدها العالم بحق كاتب وصحافي، نفذها فريق اغتيال مكون من 15 شخصا يقودهم مقربون من ولي العهد السعودي، إذ قاموا بقتله وتقطيع جسده ونقله خارج المبنى، الأمر الذي أثر على العلاقات التركية السعودية.
وأثارت الجريمة ضجة عالمية ولطخت سمعة ولي العهد وعرضت للخطر خططه التي تهدف لتنويع اقتصاد السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، والعمل على انفتاح المجتمع السعودي، ولم يزر الأمير الولايات المتحدة أو أوروبا منذ ذلك الحين.
وكانت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء، «أغنيس كالامار»، قد أصدرت تقريرا أكدت فيه وجود أدلة موثوق فيها تستوجب التحقيق مع مسؤولين كبار، بينهم ولي العهد السعودي.
ونفت السعودية جميع الاتهامات الخارجية بمسؤولية ولي العهد عن الجريمة، وقدمت 11 متهما للمحاكمة في إجراءات تكتنفها السرية، ولكن المحكمة لم تعقد سوى عدد قليل من الجلسات.