دعت السلطات المصرية وسائل الإعلام الدولية ومراسليها لعدم الاستناد لمنصات التواصل كمصادر للأخبار والتقارير خشية «الانفلات والفوضى، وتزييف الحسابات، والفبركة»، بالتزامن مع المظاهرات التي شهدت البلاد الجمعة.
ونقلت عدة قنوات مصرية وأجنبية بالخارج ونشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لاحتجاجات الجمعة، التي خرج فيها المتظاهرون ضد «عبد الفتاح السيسي»، بينما شككت وسائل إعلام محلية مؤيدة في تلك المقاطع وقالت إنها «مفبركة».
وأوضحت الهيئة المسؤولة عن الإعلام الأجنبي في مصر في البيان ذاته أنها «تابعت باهتمام مابثته ونشرته وسائل الإعلام العالمية من خلال مراسليها المعتمدين في القاهرة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية».
وتابعت: «في ضوء هذا تذكر المراسلين وكافة وسائل الإعلام مجدداً بأهمية الالتزام بالقواعد المهنية المتعارف عليها عالمياً للصحافة والإعلام».
ومن أبرز تلك القواعد، التي تحدثت عنها الهيئة «عدم النشر عن وقائع إلا مايشاهده المراسلون بأنفسهم أو من مصادرهم المعلومة والمذكورة وذات المصداقية، والتي تتأكد من مصدرين آخرين موثوقين شاهدوا الوقائع جميعاً بأعينهم».
وشهدت مصر أمس السبت، بيانات متباينة بين أحزاب معارضة تدعو لإصلاح سياسي وفتح المجال العام بالبلاد ودعم الفقراء، قبل تفاقم الأوضاع، في مقابل تنسيقية حزبية وتحالف لأحزاب مؤيدة للسيسي يحذر من الفوضى والمساس بمستقبل التنمية والإصلاح الاقتصادي الذي شهدته البلاد السنوات الأخيرة.
وشهدت مصر عقب انتهاء مباراة الأهلي والزمالك في كأس السوبر المحلي، مساء أمس، مظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين، بعد تفاعل شعبي واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، مع دعوة كان قد أطلقها الفنان ورجل الأعمال «محمد علي»، الذي كشف من جهته فضائح ووقائع تزعم فساد السيسي ونظامه.
وبينما تحدثت الصحف العالمية عن المظاهرات التي خرجت ضد السيسي، جاءت تغطية الصحف المصرية (الحكومية والخاصة) خارج إطار الحدث، وخلت صفحاتها الأولى وحتى الصفحات الداخلية من أية إشارة للمظاهرات التي شارك فيها عشرات الآلاف من مختلف المدن والمحافظات.
بينما تحدثت عدة قنوات تابعة للنظام عن المظاهرات ووصفتها بالوهمية، واتهمت الصحف والمواقع بنشر صور مضللة وفيديوهات مفبركة أو قديمة، فيما قالوا انه حملة إعلامية ضد السيسي والجيش.