كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن السعودية تبحث خيار إجراء «مباحثات مباشرة» مع الحوثيين، في محاولة منها للخروج من اليمن، وخاصة بعد انسحاب حليفتها الإمارات.
وقالت الصحيفة الأميركية، إن الجهود الدبلوماسية تتجه لخطوات محتشمة في وسع الطرفين اتخاذها، مثل إعادة فتح مطار العاصمة صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيين، أو السماح بإجلاء الجرحى من المنطقة، بحسب مصادرها.
وأشارت «وول ستريت جورنال» إلى أن الجهود الدبلوماسية لإنهاء ما تعتبره الأمم المتحدة أسوء أزمة إنسانية في العالم اكتسبت بعض الزخم الشهر الماضي، حينما بدأت الإمارات في سحب قواتها من اليمن.
"الحرب في اليمن انتهت إماراتيا"تفاهمات بين أبوظبي والحوثيين بحثا عن "السلام".. هل تنتهي حرب اليمن؟
Publiée par شبكة رصد sur Dimanche 4 août 2019
وأوردت الصحيفة قول السعودية إنها تبحث عن «حل سياسي» لإنهاء الحرب، وهو ما تسبب في خلافات حزبية بواشنطن، حيث تضررت سمعة السعودية بشكل كبير بسبب العدد الضخم للضحايا المدنيين الذين سقطوا بسبب الضربات الجوية السعودية.
وفي السياق ذاته، قال مسؤول سعودي بارز للصحيفة: إن «المملكة لا تريد أن تظل منجرة طويلا وراء الحرب»، مستدركا بالقول: «لكن في ظل كل التوترات مع إيران، فإن السعودية لا تريد أن تظهر بصورة الجهة الضعيفة أو أنها تضررت».
وأضافت الصحيفة أن الرياض تدرس مقترحات لإجراء محادثات مباشرة مع الحوثيين، لكن ليس واضحاً ما إذا كانت المبادرة الجديدة ستكتسب زخماً، مشيرة إلى تشكيك الجانب السعودي في نوايا الحوثيين ومدى قدرتهم على تطبيق وقف إطلاق نار، بسبب الخلافات الداخلية حول مدى اصطفافهم إلى جانب إيران.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها المطلعة، أن الحوثيين قدموا مبادرة غير علنية يلتزمون من خلالها بوقف الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ، وهي الخطوة التي يرى بعض الدبلوماسيين أنها مؤشر على أن بعض القادة الحوثيين يرغبون في كسب مسافة تبعدهم عن إيران.
وكان قد صرح مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، «مارتن غريفيث»، أنه لمس في لقاءاته بالأطراف اليمنية المسؤولة «رغبة بالتوصل إلى حل»، ولكنه حذر في المقابل من «نشوب حرب واسعة بالمنطقة تأخذ اليمن في طريقها».
وتتواصل الانتقادات الخارجية للحرب التي تقودها السعودية منذ مارس 2015 في اليمن على صعيد الدول وعلى مستوى أممي بسبب حجم الدمار الهائل والكارثة الإنسانية التي وقعت نتيجة الحرب.