دعا الناشط الحقوقي محمد سلطان، المعارضة المصرية للتوحد ضد النظام وإلّا ستخاطر بالتعرض لقمع أكبر، وذلك في الذكرى السادسة للانقلاب العسكري على محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في مصر، في 3 يوليو 2013.
وقال محمد سلطان وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان ومؤسس “مبادرة الحرية”، في مقال له بصحيفة «واشنطن بوست»، إن هذا الأسبوع يصادف الذكرى السادسة لأحد أهم الأحداث في الشرق الأوسط، والتي عكست مسار الربيع العربي.
وأشار سلطان في مقاله، إلى انقلاب الجيش المصري في 3 يوليو، على حكومة الرئيس محمد مرسي، مما أسفر عن مذبحة طالت الآلاف وتسببت في هروب الآلاف غيرهم للمنفى، وزوال آمال الحكم الديمقراطي في البلاد بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى.
ولفت الناشط الحقوقي والذي قضى سنوات رهن الاعتقال في مصر إبان فض رابعة، إلى أن هذا القمع الذي اقترفه نظام السيسي هو جزء من أكبر حملة قمعية سياسية في تاريخ مصر الحديث – هذه حملة تستهدف الجماعات العلمانية والإسلامية على حد سواء. ومع أنّ مستويات الظلم غير مسبوقة، إلا أنها ليست كافية حتى الآن لسد الفجوة المتزايدة وانعدام الثقة بين الفصيلين المعارضَين في مصر.
وفي الأسبوع الماضي وبعد أيام قليلة من وفاة مرسي المأساوية والمفاجئة، ألقت قوات الأمن المصرية القبض على شخصيات بارزة من المعارضة من العلمانيين، بمن فيهم البرلماني السابق زياد العليمي والصحفي حسام مؤنس بسبب صِلتهم المزعومة بالإسلاميين. جدير بالذكر أن المعتقلَين لعبا دورًا فعالًا في الثورة ضد حسني مبارك وساهما في حشد الجماهير ضد مرسي.
ويستغل نظام السيسي ببراعة هذه النقوص ذاتها لخلق المزيد من الانقسامات – ويستخدم القمع كأداة لتعزيز سردية كل جانب عن الآخر. وسياسات اللوم المثيرة للخلاف ليست جديدة على المشهد المصري – وخاصة في هذا السياق. فتاريخيًا، حرّض الجيش فصائل معارضة مختلفة ضد بعضها البعض من أجل تحقيق التوازن بين ديناميكيات القوة. وهو اليوم يستخدم تكتيكات مماثلة – مثل شيطنة جماعات المعارضة وتقديم معاملة تفضيلية في الأحكام وظروف السجن لفصيل على الآخر – من أجل تعميق الصراع المستمر منذ عقود بين العلمانيين والإسلاميين.
وأوضح سلطان أن ما يحتاج أن يفهمه كل من العلمانيين والإسلاميين السياسيين هو أنه على الرغم من وجود اختلافات كبيرة في الأيديولوجيا ورؤيتهما المستقبلية للبلاد، فإن هذه الاختلافات ليست وجودية. بل إن هذه المجموعات في الواقع بينها قواسم مشتركة أكثر مما يرغب أي من الطرفين بالاعتراف به: معاناة مشتركة وحلم مشترك لهما في المشاركة في تشكيل مستقبل بلدهما.
وتابع، “في ظل القمع اللامتناهي للنظام، يجب أن يدرك كلا الفصيلين أن الواقع السياسي لا يمنحهما رفاهية الانخراط في خلافات نظرية أو نقاشات حول تصوراتهم المتناقضة حول سرديات الماضي. فالآن أكثر من أي وقت مضى، يجب عليهم إيجاد أرضية مشتركة لبناء مستقبل حر، تعددي، وديمقراطي يتعايشون فيه جميعاً”.
واختتم سلطان مقاله، قائلاً، “يجب على المصريين الإدراك أنهم بحاجة إلى بيئة تكفل الحرية والشفافية وسيادة القانون للوقوف على حقائق الماضي. محاولات كلا الفصيلين لملء الفراغ السياسي الحالي بتهميش الآخر لن تؤدي إلّا إلى إطالة عمر نظام السيسي. عندما يضع السياسيون والفصائل المصرية خلافاتهم جانباً ويجعلون من إنقاذ وطنهم أولوية، حينها فقط سيكون بإمكانهم تحرير أنفسهم من شياطين الماضي وإلهام العالم كما فعلوا من قبل”.