استحوذ ملفا شراء أنقرة منظومة الدفاع الجوي «S400» الروسية، وتسلمها مقاتلات «F35» من الولايات المتحدة على محادثات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب، على هامش قمة العشرين، التي اختتمت السبت في اليابان.
وعقب محادثاتهما، أدلى الزعيمان بتصريحات لصحفين، ركزت على الملفين، حيث أكّد ترامب أن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، «لم تتلقَ معاملة عادلة عندما طلبت شراء منظومة باتريوت الصاروخية الأميركية، في عهد الرئيس السابق باراك أوباما».
بدوره، قال أردوغان إن نظيره الأميركي قدّم توضيحًا بشأن العقوبات المحتملة ضد تركيا جراء شراء المنظومة الروسية؛ مشيرًا أن فرضها «لن يكون واردًا».
وتعليقًا على «العقوبات المحتملة»، قال ترامب إن أردوغان أراد شراء باتريوت من إدارة أوباما، لكن الأخيرة رفضت البيع، رغم الطلبات المتكررة من أنقرة.
وأضاف أن الرئيس أردوغان «رجل قوي»، مؤكدًا متانة العلاقة بينهما.
وتابع: «مسألة S400 معقدة، ونحن نبحث عن حلول مختلفة».
كما شدد على متانة الصداقة التي تجمع البلدين، والشراكة التجارية التي تجمعهما.
وقال: «لكن أنقرة اضطرت إلى إبرام اتفاق مع روسيا لشراء منظومة S400 ودفعت جزءًا كبيرًا من ثمنها».
وأشار ترامب، في المقابل، أن «البعض في الولايات المتحدة رأى أن استخدام تركيا للمنظومة الروسية أمر غير مرغوب به، بسبب تعارضها مع منظومات الناتو».
وأضاف أن واشنطن ستعمل مع أنقرة على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، ليتجاوز عتبة الـ100 مليار دولار أميركي.
وتابع أن حجم التبادل التجاري، الذي يبلغ 75 مليار دولار، هو قليل جدًا بالنسبة للبلدين، «سيما وأن لدى تركيا الكثير من المنتجات المهمة».
من جهته، أكد أردوغان أن المنظومة الروسية أصبحت في طور التسليم، والعدول عنها حاليًا غير لائق.
وقال: «صرّحت الجهات المعنية لدينا أن استلام المنظومة سيبدأ في النصف الأول من يوليو، وهذا ما ننتظره حاليًّا».
وأوضح أن تركيا اتخذت خطوات لشراء أنظمة صواريخ باتريوت الأميركية في عهد إدارة أوباما، لكن الأخيرة قالت إن الكونجرس «لم يسمح».
وأضاف: «كان علينا اتخاذ مثل هذه الخطوة لتعزيز الدفاع الجوي، وقد وجدت الشروط الأفضل لدى روسيا».
وقال: «بينما تسير عملية شراء S400 من جهة، فإننا نعمل حاليًا على شراء 100 طائرة من الولايات المتحدة».
وتابع: “لن نخلط هذه الأمور ببعضها، وسنتخذ خطواتنا على هذا الأساس في عالم يحكمه اقتصاد السوق الحر”.
وأكّد أردوغان أن بلاده والولايات المتحدة تجمعهما شراكة استراتيجية، وأن حقوق تركيا السيادية «لا يملك صلاحية التدخل فيها».
وأضاف أن بلاده دفعت مليارًا و400 مليون دولار للولايات المتحدة في إطار مشروع طائرات F35.
وأوضح: «نحن لسنا سوقًا، وإنما شركاء في الإنتاج، وعلى هذا الأساس فقد جرى تسليمنا 4 مقاتلات، ولكن العدد الإجمالي الذي يجب أن نحصل عليه هو 116 مقاتلة».
وتابع أن تركيا بدأت بالدفع وتواصله، «ولكن تصدر تصريحات من قبل بعض الجهات لا تتوافق مع نهج الرئيس ترامب على الإطلاق».
وأعرب أردوغان عن ثقته أن «تلك الجهات لن تفسد علاقاتنا الثنائية، وسنواصل طريقنا بهذا الإصرار».
من جهة أخرى، تطرق الرئيس التركي إلى وضع الأمم المتحدة، مذكرًا بعبارة «العالم أكبر من 5 (الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن)»، وبضرورة إصلاح المنظمة الدولية.
وأوضح أن ترك مصير 192 دولة في الأمم المتحدة تحت رحمة 5 دول، «نهج خاطئ وغير عادل، أما مجموعة العشرين فهي تتمتع ببنية ديمقراطية وشاملة».
وقال: «لن يكون من الصواب استمرار هيكل الأمم المتحدة، الذي تأسس وفق ظروف الحرب العالمية الأولى، إلى ما لا نهاية».
والجمعة، انطلقت اجتماعات قمة مجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية، واختتمت السبت، وشهدت العديد من اللقاءات والمباحثات على هامشها.