قال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إن المملكة «لا تريد حربا في المنطقة»، لكنها «لن تتردد» في التعامل مع أي تهديد لسيادتها، في وقت تشهد المنطقة توترات غير مسبوقة بين إيران من جهة والسعودية والإمارات والولايات المتحدة من جهة أخرى.
جاء ذلك ضمن حوار صحفي لصحيفة «الشرق الأوسط» السعودية، حيث أكد بن سلمان على أن «المملكة لا تريد حربا في المنطقة، لكنها لن نتردد في التعامل مع أي تهديد لشعبها وسيادتها ووحدة أراضيها ومصالحها الحيوية».
وأوضح ولي العهد السعودي في حواره، أن المملكة أيدت إعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران، إيماناً منها بضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً تجاه إيران، آملا في أن يتوقف النظام الإيراني عن نهجه العدائي في المنطقة.
واتهم بن سلمان إيران باستهداف ناقلات النفط في الخليج والمنشآت النفطية في المملكة ومطار أبها، مشيرا إلى ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفا حازما أمام نظام وصفه بالتوسعي والداعم للإرهاب، ليس في المنطقة فحسب بل في العالم أجمع.
وشدد على أن السعودية تنظر بأهمية كبيرة للعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، باعتبارها «عاملاً أساسياً في تحقيق أمن المنطقة واستقرارها».
وأعرب ولي العهد السعودي عن ثقته بأن علاقة المملكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة لن تتأثر بأي حملات إعلامية أو مواقف من هنا وهناك، لافتاً إلى أن المملكة تسعى دائماً لتوضيح الحقائق والأفكار المغلوطة لدى بعض الأطراف في الولايات المتحدة وغيرها من الدول.
وحول الوضع في السودان قال بن سلمان، إن أمن واستقرار السودان يهم المملكة كثيرا، مؤكدا استمرار دعم السعودية لأشقائها السودانيين في مختلف المجالات حتى يصل إلى ما يستحقه من رخاء وازدهار وتقدم.
السعودية بالغطاء السياسي والإمارات بالسلاح المجلس العسكري السوداني ارتكب أفظع مجازره بحق الثوار بدعم الدولتين الخليجيتين
Publiée par شبكة رصد sur Samedi 8 juin 2019
وفي سياق الأزمة اليمنية، اتهم بن سلمان الحوثيين بتقويض الحل السياسي في اليمن، رغم دعم السعودية للجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، لافتا إلي أن السعودية لن تقبل بوجود ما وصفه بـ «ميليشيات» خارج مؤسسات الدولة على حدود المملكة.
وفيما يخص الأزمة السورية، قال إن الرياض تعمل مع الدول الصديقة لتحقيق أهداف عدة؛ بينها هزيمة تنظيم الدولة، ومنع عودة سيطرة التنظيمات الإرهابية، وتحقيق الانتقال السياسي وفق القرار 2254، بما يحافظ على وحدة سوريا.
ودعا بن سلمان إلى وقف الاستغلال السياسي لمقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، معتبراً أن ما جرى «جريمة مؤلمة جداً»، وعلى من يملك الأدلة أن يقدمها للمحكمة في المملكة لتحقيق العدالة.
وأكد ولي العهد، أن المملكة ستمضى قدما دون تردد في التصدي بشكل حازم لكل أشكال التطرف والطائفية والسياسات الداعمة لهما، مشدداً على أن السعودية لن تضيع الوقت في معالجات جزئية للتطرف، وأن التاريخ يثبت عدم جدوى ذلك.
وأكد ولي العهد التزام «الطرح الأولي العام لأرامكو السعودية، وفق الظروف الملائمة وفي الوقت المناسب»، معتبراً أن «تحديد مكان الطرح سابق لأوانه».
وأشار إلى أن «رؤية المملكة 2030 انتقلت من مرحلة التخطيط والتصميم إلى مرحلة التنفيذ على جميع الأصعدة، وبدأنا نرى النتائج على أرض الواقع»، معربا عن فخره «بأن المواطن السعودي أصبح يقود التغيير، بينما تخوف الكثيرون من أن الرؤية ستواجه مقاومة بسبب حجم التغيير الذي تحتويه»
ويأتي حديث ولي العهد في تظل توتر الأوضاع في الشرق الأوسط، وبعد شهر من إعلان الإمارات تعرض 4 سفن شحن تجارية لعمليات تخريبية قبالة ميناء الفجيرة بالإمارات، ثم تأكيد الرياض، تعرض ناقلتين سعوديتين لهجوم تخريبي، وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي، قرب المياه الإقليمية للإمارات.
أميركا توجه أصابع الاتهام لإيران والأخيرة تشكو مؤامرة من "فريق بي"..هل تتسبب هجمات خليج عمان في حرب إقليمية؟
Publiée par شبكة رصد sur Vendredi 14 juin 2019
وحملت وزارة الدفاع الأميركية «بنتاجون»، في مايو الماضي، إيران المسؤولية عن تلك الهجمات، فيما وصفت الأخيرة اتهامها باستهداف السفن بأنه «أخبار كاذبة»، نافية أي علاقة لها بتلك العملية.